السؤال
لقد نذرت إن حصل أمر أن أصوم 10 أيام لله، فصمت 3 أيام، وخذلتني نفسي وأنا صائم؛ فلم أستطع التحكم في ذاتي، ومارست العادة الشيطانية في لحظة عابرة، وأنا أشعر بسوئي أمام الله، وأشعر بالخجل والخزي من نفسي، وأخاف غضب الله، فماذا أفعل غير التوبة، والاستغفار؟ وماذا يجب عليّ تجاه صومي؟ وهل هناك كفارة؟ وهل الله سيقبل النذر مني، فقد بدأت بإعادته من جديد؟ رغم استمراري في صيام اليوم. وأريد دعاء أردده لمنع نفسي، وتقوية إرادتي؛ لمنعها من الحرام والصبر. -جزاكم الله خيرًا-.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
ففي البداية: نسأل الله أن يتوب عليك, وأن يجنّبك الفواحش ما ظهر منها, وما بطن, وأن يوفّقك لكل خير.
ولا شكّ أن العادة السرية محرمة, ولها مخاطر متعددة, وقد بينا حكمها, وما يعين على تركها في الفتوى: 7170.
وما أقدمت عليه من إفساد صوم النذر، أمر محرم؛ لوجوب إتمامه بعد الدخول فيه، قال ابن قدامة في المغني: ومن دخل في واجب، كقضاء رمضان، أو نذر معين، أو مطلق، أو صيام كفارة، لم يجز له الخروج منه؛ لأن المتعين وجب عليه الدخول فيه، وغير المتعين تعين بدخوله فيه، فصار بمنزلة الفرض المتعين، وليس في هذا خلاف -بحمد الله-. انتهى.
لكن يكفيك قضاء اليوم الذي أفسدته بالعادة السرية, ولا يجزئك الاستمرار فيه؛ لأن الاستمناء إذا ترتب عليه خروج مني، مبطل للصيام، وراجع الفتوى:7619.
أما إعادة صيام أيام النذر التي لم يقع فيها ما يبطلها, فهذا لا يلزمك، كما لا تلزمك كفارة؛ حتى لو حصل جماع، قال النووي في المجموع: لو جامع في صوم غير رمضان من قضاء، أو نذر أو غيرهما، فلا كفارة. انتهى.
فأكثر من الاستغفار, والتوبة.
ولا نعلم دعاء خاصًّا لمنع العادة السرية, لكننا نسأل الله تعالى أن يعصم جوارحك من الحرام، وأن يجنّبك الفواحش ما ظهر منها, وما بطن.
وراجع لمزيد الفائدة عمّا يعين على ترك المعاصي، الفتوى: 114475, وعن خطورة المعاصي ومفاسدها، راجع الفتوى: 206275.
والله أعلم.