السؤال
لقد كنت قريبة من الله، أؤدي الفروض والنوافل، وأسعى في عمل الخير دائما، تعرضت لأزمات أسرية، فأصبحت أعاني من تشنجات، ووسواس تجاه أيِّ صوت منخفض، وأكون في غاية من الغضب، حاولت التداوي بالقرآن، لكن لم يحدث شيء، توقفت عن الصلاة، واتجهت إلى معصية كبيرة، ورأيتها الحل الوحيد. كيف أرجع إلى الله؟ فأنا في شقاء منذ ثلاث سنوات، أموت يوما بعد يوم بِبُعْدي عن الله. قرأت كل الطرق لترك هذا الذنب، ولم أستطع، كما أن العلاج النفسي مكلف جدا في بلدي، فلا أستطيع أن أذهب إلى طبيب جيد.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يعافيك، ويصرف عنك السوء، ويتوب عليك، ويشرح صدرك، ويصلح قلبك.
فمهما كانت الأزمات التي تعرضت لها، فليست مسوّغا لتهاونك في الصلاة المفروضة، فالصلاة أعظم أمور الدين بعد الإيمان بالله، ولا حَظَّ في الإسلام لمن تركها، بل الصواب أنّ الشدائد والأزمات يجب أن تدفع صاحبها إلى المحافظة على الصلاة، والاعتناء بها فرضاً ونفلاً، فالصلاة مفتاح كل خير، وهي من أفضل العون على الشدائد والمصائب، قال تعالى: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ {البقرة 45}.
قال السعدي –رحمه الله-: فبالصبر وحبس النفس على ما أمر الله بالصبر عليه معونة عظيمة على كل أمر من الأمور، ومن يتصبر يصبره الله، وكذلك الصلاة التي هي ميزان الإيمان، وتنهى عن الفحشاء والمنكر، يستعان بها على كل أمر من الأمور. انتهى.
والواجب عليك المبادرة بالتوبة إلى الله من المعصية التي وقعت فيها، وذلك بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود، واستعيني بالله، ولا تعجزي، واحذري من تخذيل الشيطان، وإيحائه لك باليأس والعجز عن التوبة. ولمعرفة بعض الوسائل النافعة في علاج هذه الوساوس؛ راجعي الفتوى: 129949.
وننصحك بالحرص على مصاحبة الصالحات، وحضور مجالس العلم والذكر، والاجتهاد في كثرة الذكر والدعاء. ولمعرفة بعض أسباب زيادة الإيمان وانشراح الصدر، راجعي الفتاوى: 118940، 26806، 50170.
وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.