السؤال
أنا شاب أبلغ من العمر الآن 33 عامًا، عندما كنت في العشرين تعرفت إلى جارتي، وكنت في أحسن حال من أدب، وأخلاق، وعندما تعرفت إليها وجدتها ليست بكرًا، وأنها كانت على علاقة بشخص، وتخلّى عنها، لكنها لم تصارحني بنفسها، بل إني وجدت بعض الكلمات القديمة في محادثة رسائل الهاتف، وواجهتها بالأمر، واعترفت، وقلت لها: سأقف إلى جنبك، فأنت من المؤكد مظلومة، ولن أتخلى عنك، واعتبرت أن هذا من باب الستر، وأن هذا خير لي، وأن ربنا عز وجل أمرنا بهذا، وشاء ربنا أن يظهر لي خيانة منها مع شخص تعرفت إليه، وكانت تذهب معه للعلاقة الجنسية، وعرفت هذا من محادثات الفيس المحذوفة، وواجهتها، وكنت دائمًا أنصحها بالخير، وكانت تسبّني، وتذهب لعلاقات محرمة.
تركت الأمر لله، وقلت: ليست لي أي علاقة بها، بعد أن خانت بالعلاقات الجنسية أكثر من مرة، وكنت أسامحها، وترجع للخيانة مرة أخرى، وعندما وجدت الأمر هكذا، تركت الأمر، مع أني كنت أتمنى أن أعمل الخير، لكن ربنا أبعدني عنها.
بعد ذلك في يوم 5/9/2018 توفيت أمي الله -رحمها الله، وغفر لها، ولجميع أموات المسلمين- تلقيت مكالمة هاتفية من الفتاة للتعزية، وبدأ بيننا نقاش عن الحياة، وألغيت تلك المكالمة، وهي كانت مستمرة في نفس الطريق والعلاقات، وأخبرتني أنها تتمنى أن تبتعد عن كل هذا، وأن أستر عليها، وأنها تابت إلى ربنا؛ لأنها تشعر أنها من الممكن أن تموت فجأة، وفكّرت في الموضوع، واعترافها لي أنها قامت بعلاقات بعدد شعر رأسها -بنفس المعنى الحرفي-، فقلت لها: "التائب من الذنب كمن لا ذنب له"، و"إن الله يغفر الذنوب جميعًا"، وإن سمعتها حسنة، وربنا سترها دائمًا، وشرحت لها أن ربنا رحيم، وسيغفر لها إن تابت، فهل هذا الأمر خير لي، أم إني بهذا أؤذي نفسي؛ بما أني أعرف كل ماضيها، ووقفت معها في أول غلطها، وهي باعتني لأجل أشياء محرمة؟ فهل أتزوجها، أم أبحث عن زوجة أخرى؟ وهل أكون بهذا أكون قد ظلمتها بعد أن تابت بأن أتخلى عنها، بعد أن مشت في طريق التوبة؟ وأنا دائمًا في حياتي أبحث عن الخير، والأعمال الصالحة، وبعيد كل البعد عن أمور الشباب الخارجة عن الحياء، وأنا أراها على توبة نصوح الآن، ولكني أخاف أن يكون ماضيها سبب ضيق لي، فأتمنى أن تدلوني على الرأي الصحيح، وكيف يفعل الإنسان الخير من غير أن يؤذي نفسه بشيء؟