السؤال
الموضوع: تجارة الفوركس.
هل يمكنني التصدق بإخراج نسبة مئوية شهريًا من الأرباح الناتجة عن المتاجرة باستعمال الرافعة المالية؟ وذلك محاولة لتعويض المبلغ المقترض عن الرافعة المالية؛ وهذا لعدم قدرتي على تجنب استعمال الرافعة المالية، وفشلي في اعتزال هذه التجارة، وكل هذا بعد مشاهدتي لفيديو سبق أن قمت بنشره على قناتكم في اليوتيوب بعنوان: "حكم الرافعة المالية".
وشكراً لكم.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنيتك في التصدق ببعض الأرباح بسبب استعمال الرافعة المالية التي تعتبر في حكم القرض الربوي، لا يسوغ لك الإقدام على تلك المعاملة، ولا يبيحها، فاتق الله، وكف عن تلك المعاملة المحرمة، فقليل حلال طيب خير من كثير محرم، لا بركة فيه. قال الله تعالى: قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {المائدة:100}.
ومما يساعدك على هذا أن تعلم أن الله قد تكفل بالرزق، وضمنه للمرء قال تعالى: وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا. { هود: 6 }.
وقال: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ. {الطلاق: 2،3 }. وقال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا. {الطلاق: 4 }.
وفي الحديث: ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تأخذوه بمعصية الله، فإن الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته. رواه البزار، وصححه الألباني.
وفي الحديث: إنك لن تدع شيئا لله عز وجل إلا بدلك الله به ما هو خير لك منه. رواه الإمام أحمد، وصححه الألباني والأرناؤوط.
والله أعلم.