السؤال
ما حكم من سرق الحديدة التي تفصل بين أرضين؛ ليسبب خللًا أثناء القياس؛ بحيث لا يعرف كل من صاحبي الأرضين حد أرضه؟
ما حكم من سرق الحديدة التي تفصل بين أرضين؛ ليسبب خللًا أثناء القياس؛ بحيث لا يعرف كل من صاحبي الأرضين حد أرضه؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمن أخذ الحديدة التي تبين حدود الأرض، حتى لا يتميز ملك كل واحد من الجارين؛ فهو ظالم مفسد.
وإذا قصد بذلك إضافة ملك غيره إلى ملكه؛ فهو أشد ظلمًا، وهو غاصب، وقد ورد وعيد شديد في ذلك، فقد جاء في حديث علي -رضي الله عنه- الذي رواه مسلم في صحيحه: ولعن الله من سرق منار الأرض. وفي رواية: ولعن الله من غيّر منار الأرض.
قال النووي -رحمه الله- في شرح مسلم: والمراد بمنار الأرض بفتح الميم: علامات حدودها. انتهى. وقال القرطبي -رحمه الله- في المفهم في شرح مسلم: (منار الأرض) هي: النُّجوم، والحدود التي بها تتميَّز الأملاك. والمغيِّر لها: إن أضافها إلى ملكه، فهو غاصبٌ، وإن لم يضفها إلى ملكه، فهو متعدٍّ ظالِمٌ مفسدٌ لِمُلك الغير. وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (من غصب شبرًا من الأرض، طوّقه يوم القيامة من سبع أرضين). انتهى.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني