السؤال
ما حكم مشاركة أفراح الأقارب التي تقام عادة بعد العشاء، والمشاركون فيها يتبادلون الأحاديث فيما بينهم في أمور الدنيا، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره الحديث بعد العشاء في أمور الدنيا؟
ما حكم مشاركة أفراح الأقارب التي تقام عادة بعد العشاء، والمشاركون فيها يتبادلون الأحاديث فيما بينهم في أمور الدنيا، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره الحديث بعد العشاء في أمور الدنيا؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا حرج في حضور المناسبات الاجتماعية للأقارب أو غيرهم، إذا خلت تلك المناسبات من المنكر، ولم يترتب على حضورها فوات صلاة الفجر.
وحضور تلك المناسبات، ومشاركة الأقارب في أفراحهم، فيه توثيق للصلة، وزيادة للمودة بينهم.
ولا يمنع من حضورها ما ورد من كراهة الحديث بعد العشاء؛ لأن هذه الكراهة ليست على إطلاقها، كما نص عليه الفقهاء، قال الحافظ ـ رحمه الله ـ في الفتح: قَوله: وَالْحَدِيثَ بَعْدَهَا، أَيْ: الْمُحَادَثَةَ...هَذِهِ الْكَرَاهَة مَخْصُوصَةٌ بِمَا إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي أَمْرٍ مَطْلُوبٍ. اهـ
وقال الإمام النووي في المجموع: وهذه الكراهة إذا لم تدع حاجة إلى الكلام، ولم يكن فيه مصلحة.
أما الحديث للحاجة: فلا كراهة فيه، وكذا الحديث بالخير، كقراءة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومذاكرة الفقه، وحكايات الصالحين، والحديث مع الضيف، ونحوها، فلا كراهة في شيء من ذلك، وقد جاءت بهذا كله أحاديث صحيحة مشهورة. وسبب عدم الكراهة في هذا النوع أنه خير ناجز، فلا يترك لمفسدة متوهمة، بخلاف ما إذا لم يكن في الحديث خير؛ فإنه مخاطرة بتفويت الصلاة لغير مصلحة. اهـ.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني