السؤال
كثيرًا ما يخرج سائل من الدبر، لونه ورائحته كالبراز، وكنت أصلي به من قاعدة: "لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها"؛ لأني أستنجي كثيرًا بعد قضاء حاجتي، ومع ذلك أرى ذلك النجس، ولا أعلم سببه، ولا أعلم كيف أوقفه.
وقرأت فتوى بضرورة غسل الملابس الداخلية إذا أصابها نجس، ولكنكم تعلمون أن غسل ملابسي وأنا في العمل، وارتداؤها مرة أخرى صعب جدًّا، وإذا انتظرت إلى حين الرجوع للمنزل لتغيير ملابسي، فستفوتني بعض الفروض، وأضطر إلى جمع الفروض.
وحتى مع تغيير الملابس فمن الممكن أن أغيّر ملابسي أكثر من مرة في اليوم الواحد، وهذا فيه مشقة عليَّ، وأحيانًا السروال الخارجي يطاله بعض الرائحة. وتغيير السروال كل يوم أو في اليوم مرتين فيه مشقة، وقد تعبت من التفكير، فهل صلاتي صحيحة أم لا؟ وماذا عليّ أن أفعل في المستقبل؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
ففي البداية: نسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل مما تعانيه, وأن يرزقك الصحة, والعافية, والتوفيق لما يحبه ويرضاه.
ثم إذا كان خروج ذلك السائل مستمرًّا بحيث لا ينقطع وقتًا يتسع للوضوء, والصلاة, فهذا له حكم السلس, وكذلك إذا كان ينقطع وقتًا يتسع للوضوء والصلاة، لكن خروجه غير منتظم، بحيث يمكن خروجه في أي وقت, فهذا أيضًا حكمه حكم من اتصل حدثه. وراجع الفتوى: 136434.
وصاحب السلس يتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقتها، بعد التحفظ بخرقة, ونحوها, ولا يضره ما خرج بعد ذلك.
ولا يلزمه إعادة الشد والتعصيب عند كل وضوء، عند كثير من العلماء، إذا لم يفرّط في التعصيب أولًا، وقد أوضحنا الخلاف في هذه المسألة في الفتوى: 128721.
ومذهبُ المالكية أن السائل المذكور يعتبر سلسًا إذا لازم كل الزمن وأكثره، أو نصفه؛ فلا ينقض الوضوء, وأن تلك النجاسة الملازمة معفو عنها، فلا يلزم عندهم تطهيرها، ولا تغيير الملابس، وفي هذا المذهب يسرٌ وسهولة، وراجع التفصيل في الفتوى: 326863.
والله أعلم.