السؤال
أنا موظفة عمري 54 سنة، وزوجي موظف، وأنا أمّ لولدين: الأكبر يكمل دراسته بالديار الفرنسية، والأصغر عمره 16 سنة، يدرس في البلد الذي نقيم فيه، وأبي متوفى، ولديَّ ثماني أخوات، وأخوين، وأمّي امرأة عجوز -84 سنة-، وكلنا متزوجون، وأمّي لها مدخول شهري، وآخر سنوي، وأغلبه ينفق على الأخوين، والأختين؛ لدرجة أنها اشترت منزلًا لكل منهم، وما زالت تنفق عليهم، وكانت أمّي تفرق في المعاملة بيننا، وكنت أحس بذلك وكذلك أخواتي اللاتي لم يستفدن بسبب التفرقة.
وكنت أنا شخصيًّا أحسّ أن أمّي لا تعاملني مثل إخوتي؛ رغم أنني أحبّها حبًّا جنونيًّا، ولا أبخل عليها بشراء الهدايا كل شهر، وأعترف أن ذلك واجب عليَّ، مع العلم أنني قمت بأداء مناسك العمرة من أجلها في نفس السنة التي تزوجت فيها، حتى تكاليف زفافي قمت بها وحدي كاملة.
ومع مرور الوقت أصبحت أمّي لا تقدر على الذهاب لسحب مالها وحدها، فاقتنت بطاقة بنكية، وكلّفتني باستعمالها لأجلها، فأصبحت آخذ من مالها لقضاء حاجياتي، وفي آخر الشهر كنت أردّه لها، وهي لا تعلم بذلك، وعندما ذهب ابني ليتم دراسته خارج البلاد، لم أتمكن من ردّ ما أخذته، وأصبح المجموع 6 ملايين درهم.
وفي سنة 2015 انتقلت وأسرتي الصغيرة إلى بلد آخر بسبب نقل العمل هناك، وأصبحت البطاقة البنكية بحوزة أخي، وأحمد الله على ذلك؛ لأنها لو بقيت بحوزتي لغرقت؛ فالشيطان غرّني على أخذ أكثر من المال.
سؤالي: بعدما أصبح الموضوع مشكلة يومية، فلا يمرّ وقت دون التفكير فيها، أصبحت أعيش في دوامة عذاب الضمير؛ رغم أنني لم أنوِ خيانة الأمانة، وأحاول ردّها عن طريق إنشاء حساب مصرفي لأمّي دون معرفتها به، وتسديدها عن طريق أقساط شهرية مباشرة لحسابها البنكي، والمراد من هذه الطريقة هو عدم تصرف أخي فيه؛ لأنه حتمًا سوف يذهب لفائدته، والطريقة الثانية هو التصدق شهريًّا، أو المساهمة في بناء مسجد باسمها.
سؤالي هو: ما الطريقة السليمة لردّ هذه الأمانة دون علمها؟ علمًا أنه لا يمكنني مواجهتها؛ لثقتها الزائدة تجاهي، وهل يمكنني تسديدها مرة واحدة عن طريق قرض بنكي بالربا؟ مع العلم أنني لا أفضّل هذه الطريقة، وإنما لأرتاح من عذاب الضمير؛ لأنني أفكّر فيه غالبًا، ولأنني أصبحت أعاني من ارتفاع الضغط، ومشاكل نفسية، وعصبية. ولكم جزيل الشكر.