السؤال
عندما كنت أسجّل في السكن الجامعي كان هناك دور طويل، فنادتني امرأة لكي تأخذ أوراقي، وتسجلها من الباب الخلفي دون الوقوف على الدور، فاحترت في أمري، وأعطيتها الأوراق، وسلمتني الغرفة التي سأقيم فيها، ولكنني شعرت بالندم الشديد؛ لأنني أخذت حق غيري، ولم أقف على الدور، فهل تكفيني التوبة، والاستغفار لمن أخذت دورهم؟ أم أترك الغرفة التي أخذتها؟
علمًا أنه لا يمكنني أخذ غرفة غيرها، أو تبديلها، أو ردّ الحق لأصحابه، فهل أكمل في هذه الغرفة، أم أتركها واستأجر غرفة من مالي الخاص؟ جزاكم الله خيرًا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يوفقك، وأن يزيدك حرصًا على الخير.
وبخصوص السؤال؛ فلم تبين لنا السبب الذي جعل تلك الموظفة تقدّمك على غيرك، فربما يكون ذلك لسبب غير مخل بالنظام.
وعلى كل؛ فاستغفر الله إن كان حصل منك تقصير، أو تجاوز عن قصد.
ولا يلزمك أن تترك السكن الذي أنت فيه الآن، خاصة أن المظنون أن الجميع أخذوا مساكنهم، وغاية ما حصل منك هو أنك لم تقف في الطابور، واستلمت غرفتك قبل غيرك ممن كان في الطابور أمامك، وهذا الحق- لو ثبت - لا يردّه لصاحبه تخليك عن غرفتك.
ولعل هذا السؤال من قبيل التعمق في المسألة، والذي يفتح باب الوسوسة على المسلم.
فننصحك بالإعراض عن التفكير في تلك الواقعة، فاشغل نفسك بما ينفعك.
والله أعلم.