السؤال
هل عذاب القبر يشمل صغائر الذنوب مع الدليل؟ فقد بحثت ولم أجد دليلًا، ووجدت أن عدم الاستبراء من البول من كبائر الذنوب: الكبيرة السادسة والثلاثون: عدم الاستبراء أو التنزه من البول. فهذا يدل على أن عذاب القبر يشمل كبائر الذنوب فقط؟
هل عذاب القبر يشمل صغائر الذنوب مع الدليل؟ فقد بحثت ولم أجد دليلًا، ووجدت أن عدم الاستبراء من البول من كبائر الذنوب: الكبيرة السادسة والثلاثون: عدم الاستبراء أو التنزه من البول. فهذا يدل على أن عذاب القبر يشمل كبائر الذنوب فقط؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن عذاب القبر قد يشمل الصغائر في قول بعض العلماء، كما سبق في الفتوى: 358426.
بينما نصّ بعض العلماء على أن عذاب القبر مختص بكبائر الذنوب دون صغائرها، قال السيوطي كما في الحاوي للفتاوي: قال بعضهم: جعلت فتنة القبر تكرمة للمؤمن، وإظهارًا لإيمانه، وتمحيصًا لذنوبه.
وإذا عرفت المقصود من السؤال، عرفت منه حكمة التكرير؛ لأنه قد يكون على المؤمن من صغائر الذنوب ما يقتضي التشديد عليه بذلك، وهو رحمة من الله في حقّه، حيث اكتفى منه بذلك، وكفّر عنه به، ولو شاء لانتقم منه بعذاب القبر، الذي هو أشد من السؤال بكثير، ولكنه لطف بعباده المؤمنين، فكفّر عنهم الصغائر بمقاساة أهوال السؤال، ونحوه، وخصّ عذاب القبر بالكبائر.
ونظيره في الأحكام الشرعية من وجب عليه تعزير، فصولح من العقوبة على الإغلاظ في القول، والانتهار؛ رحمة له، ورفقًا به، أو لكونه من ذوي الهيئات الذين يكتفى في تعزيرهم بمثل ذلك. اهـ. بتصرف.
وأما الحديث الذي ذكرته، فليس نصًّا في أن عذاب القبر لا يكون إلا على الكبائر؛ فدلالة النصّ على حصول العذاب في القبر على أنواع من الكبائر، لا يلزم منه نفي حصول العذاب على الصغائر في القبر.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني