السؤال
أنا أعيش في السكن الطلابي، وقد صوّرت زميلتي في الغرفة بداية تعارفنا دون علمها، وأرسلتها لصديقاتي فقط، دون أن أحتفظ بالصورة، ونحن الآن صديقات، ولسنا بالقريبات من بعض جدًّا، ولكنها لا تمانع الآن أن أصوّرها، وأحتفظ بصورها، فقد أصبحنا صديقات، ولكني أودّ أن أخبرها؛ لأني أشعر بالذنب، وأخاف من عقاب رب العالمين، وأود أن تحلّلني، ولكن أعلم أنها لن تحلّلني، وستتفقد ثقتها فيَّ، وتنتهي علاقتنا، فماذا أفعل؟ وهل هناك طريقة لتكفير ذنبي دون إخبارها؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما قمت به من تصويرك لصديقتك - دون علمها - وإرسال هذه الصور لصديقاتك - دون إذنها -، أمر لا يجوز.
وقد أحسنت بندمك على ما فعلت، وبحثك عن سبيل لتكفير هذا الذنب.
فالواجب عليك التوبة، وقد ذكرنا شروطها في الفتوى: 29785.
ومنها تعلمين أن التحلل من حقها مطلوب، وأن الواجب استحلالك لها، ولكن إن خشيت أن تترتب على ذلك مفسدة أعظم، فيكفيك أن تكثري من الدعاء لها، والسعي في إقناع من أرسلت لهنّ هذه الصور بإزالتها، قال الغزالي: وأما العرض، فإن اغتبته، أو شتمته، أو بهته، فحقك أن تكذّب نفسك بين يدي من فعلت ذلك عنده، وأن تستحلّ من صاحبك إذا أمكنك، إذا لم تخش زيادة غيظ، وتهييج فتنة في إظهار ذلك وتجديده، فإن خشيت ذلك، فالرجوع إلى الله سبحانه وتعالى ليرضيه عنك. اهـ.
والله أعلم.