السؤال
في الماضي كنت متابعة للمسلسلات والأغاني، والحمد لله تبت من ذلك، وأسأل الله أن يتقبل توبتي.
لكن هناك إشكالية، حيث كنت بالماضي أدردش عن هذه المواضيع مع بعض الأشخاص، ولعلي دللتهم على مشاهدة مسلسل، أو سماع أغنية أو موقع يقدم ذلك. وأنا الآن أشعر بالحسرة على ذلك، والشعور بالذنب يجري علي بسببهم، وهؤلاء الأشخاص لدي أرقامهم لكن لا أتواصل معهم فعلاقتنا انقطعت تقريبًا.
ماذا عساي أن أفعل؟ وكيف أبرئ نفسي؟ وكيف أتصرف أنا في هم وقلق فظيع بسبب تفكيري في الماضي، وأخطائي التي لا أستطيع التعامل معها، خاصة التي ينبغي فيها رد المظالم، أو طلب الحل.
وإذا كانت هناك صيغة معينة لأبرئ نفسي، أو نصيحتهم. كيف يكون ذلك؟ وكيف أتعامل مع أخطائي وتفكيري في الماضي؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن صدق المسلم في توبته وندم على ما كان منه، وبذل جهده في نصح من كان سببا في إضلالهم، ودعاهم إلى الله تعالى؛ فقد أدى ما عليه، ولن يضره بعد ذلك ما قد يحصل منهم من إصرار على طريق الغواية.
وقد نص أهل العلم على أن من تاب من ذنب، فإنه تقبل توبته، ولا يضره بقاء أثر ذنبه، ومثلوا لذلك بمن نشر بدعة ثم تاب منها.
قال صاحب المراقي:
من تاب بعد أن تعاطى السببا فقد أتى بما عليه وجبا
وإن بقي فساده، كمن رجع عن بث بدعة عليها يتبع
وهناك فرق بين المعاصي التي بين العبد وربه، والتي يلزمه منها التوبة الصادقة مع الله، والمعاصي التي مع العباد والتي يلزمها منها رد المظالم أو التحلل منهم، ولمعرفة ذلك، انظري الفتوى: 410968. وما فيها من إحالات.
والحاصل أن التوبة الصادقة الجامعة للشروط تمحو ما قبلها، وأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
والله أعلم.