السؤال
بارك الله فيكم عندي سؤال وهو أني وقعت في عشق امرأة أكثر من أي واحدة غيرها قبل مدة، ونسيت نفسي فيها.
وعندما رأيتها بغير قصد مؤخرا تذكرتها، وفكرت في أن أتخلص من هذا العشق بالزواج منها، لكن الإشكال أنها متبرجة، وسمعتها غير طيبة. فبدأت أدعو الله تعالى أن يهديها لأتزوجها، واستمررت في الدعاء بهذا الدعاء كثيرا، لكن الإشكال أني أدخل في خواطر عن تلك المرأة من شأنها أن تجعلني أقع في زنى الخواطر أحيانا، وأفكر فيها.
فماذا أفعل -بارك الله فيكم- هل أستمر في الدعاء ولا أفكر فيها، أم أقدم واسطة للزواج منها بشرط أن تكون مستقيمة وملتزمة، أم أنساها؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فدعاؤك لها بالهداية والاستقامة، أمر طيب تؤجر عليه، ولا بأس بالاستمرار عليه مع الاجتهاد في مدافعة الخواطر السيئة.
فإن غلبتك الخواطر وخشيت أن تقع بسببها فيما لا يرضي الله عز وجل، فأعرض عنها واجتهد في أن تتناساها.
واعلم أن دين المرأة واستقامتها هو أفضل الصفات التي ينبغي مراعاتها فيها؛ لما في الصحيحين من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها؛ فاظفر بذات الدين، تربت يداك.
فإن قدر أن استقامت تلك المرأة وغلب على ظنك صدقها في استقامتها؛ فتقدم للزواج منها، وإلا فدعها واجتهد في تناسيها، واتبع ما يعينك على علاج العشق، وذكرنا بعض الوسائل في الفتوى: 9360.
وأما الزواج منها بشرط الاستقامة، فلا ننصحك به، فإنك إذا تزوجتها ولم تستقم، فربما يكون لذلك عواقب سيئة على دينك، وربما على نفسك إن أبقيتها زوجة لك مع سوء أخلاقها ومعصيتها لربها.
قال ابن العربي: إذا لم يكن للرجل زوجة صالحة، فإنه لا يستقيم أمره معها إلا بذهاب جزء من دينه، وذلك مشاهد بالتجربة. اهـ.
وأخرج الحاكم في مستدركه -وصححه- عن أبي موسى الأشعري ـ رضي الله عنه ـ قال: قال صلى الله عليه وسلم: ثلاثة يدعون الله فلا يستجاب لهم: رجل كانت له امرأة سيئة الخلق فلم يطلقها....الحديث.
قال المناوي في فيض القدير: ثلاثة يدعون الله فلا يستجاب لهم: رجل كانت تحته امرأة سيئة الخلق ـ بالضم ـ فلم يطلقها، فإذا دعا عليها لا يستجيب له؛ لأنه المعذب نفسه بمعاشرتها، وهو في سعة من فراقها. اهـ.
والله أعلم.