السؤال
ما حكم الدعاء إذا لم يصادف محله، بمعنى أن يدعو إنسان على آخر، وهذا الآخر ليس ظالمًا، بل قد يكون مظلومًا، فهل يجوز الدعاء عليه؛ بدعوى أن طبيبًا أعطاه دواء ولم يجدِ معه؟
ما حكم الدعاء إذا لم يصادف محله، بمعنى أن يدعو إنسان على آخر، وهذا الآخر ليس ظالمًا، بل قد يكون مظلومًا، فهل يجوز الدعاء عليه؛ بدعوى أن طبيبًا أعطاه دواء ولم يجدِ معه؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإذا كان الطبيب أو غيره غير ظالم، فالدعاء عليه محرم، وهذا من الاعتداء في الدعاء الذي يأثم فاعله، كما قال تعالى: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ {الأعراف:55}.
ومثل هذا الدعاء لا يستجاب؛ لأن الله تعالى قد بيّن أنه لا يستجيب الدعاء بإثم، أو قطيعة رحم، روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «لَا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ، مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ، مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ» قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا الِاسْتِعْجَالُ؟ قَالَ: يَقُولُ: «قَدْ دَعَوْتُ، وَقَدْ دَعَوْتُ، فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لِي، فَيَسْتَحْسِرُ عِنْدَ ذَلِكَ وَيَدَعُ الدُّعَاءَ».
فعلى الداعي بهذا أن يتوب إلى الله من صنيعه، ولو بدل دعاءه على هذا الشخص، دعاء له واستغفارًا؛ لكان حسنًا.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني