السؤال
أسأل الله أن يجزيكم كل خير على الفتاوى التي تقدمونها للمسلمين، ويؤتيَكم الثواب في الآخرة على فصلكم للخير عن الباطل، بما أمدكم الله به من علم.
لقد تعرضت لأزمة صحية ومالية، وما زلت تحت تأثير الأزمة إلى هذا اليوم، ولم أكن ملتزمًا دينيًّا قبل حدوث الأزمة التي ضاقت بي، لكني كنت أعلم حدود الله وشرعه، ولم أرتكب المعاصي الكبرى، وكنت مقصرًا في أداء الواجبات الدينية، وبعد مرور قرابة العام على الحادثة التي حلت بي، أيقنت أن لا أحد سواه يستطيع أن ينجيني منها، فالتزمت الصلاة، والعبادة، وقيام الليل، وقراءة القرآن، والاستغفار من الذنوب بنية الفرج، وإخراجي من هذه الضائقة التي حلّت بي؛ إذ أيقنت تمام اليقين أن الله بعث لي هذا الابتلاء لحثي على التقرب له، وشعرت أنني على اقتراب من الفرج، وأن الله لن يتركني، إلا أنه أصبحت تراودني منذ فترة قصيرة الوساوس -أعوذ بالله منها- وأن عبادتي وطاعاتي هي للخروج من الأزمة، وليست خالصة لوجهه تعالى، ومن كلام من المقربين مني، ونعتهم لي بالمرائي أو المنافق، بل إنني إذا أردت إخلاص النية ستكون لأجل الحوائج الدنيوية، وأصبحت أشك في نفسي. وكما ذكرت فقد كانت عبادتي وطاعتي هي يقينًا بقوته، وأنه هو الوحيد الذي يستطيع نجدتي، فهل أكون مرائيًا، أو منافقًا؟ وكيف يكون إخلاص النية الخالصة لله تعالى؟ أفيدوني، ولكم الأجر والثواب.