السؤال
نزلت عليَّ إفرازات بها نقطة دم قبل نومي، واستيقظت قبل صلاة الفجر، واستنجيت دون أن أتفقد هل نزل دم آخر أو لا، وملابسي كانت نظيفة، ليس بها أيّ نقط دم، وبعدها بساعة أو أقل تفقدت المكان، فوجدت جفافًا، فتوضأت، وصليت الفجر، فهل ما فعلته صحيح، أم يلزمني اغتسال؟ وهل كان يجب عليَّ أن أتفقد المكان قبل أن أستنجي؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما فعلتِه صحيح، ولا يلزمك اغتسال -والحال هذه-؛ لأن أقل الحيض عند الجمهور يوم وليلة، فما رأيتِه لا يعد حيضًا في قول الجمهور، وهو ما نفتي به، قال النووي في شرح المهذب: أجمع العلماء على أن أكثر الطهر لا حد له، قال ابن جرير: وأجمعوا على أنها لو رأت الدم ساعة وانقطع، لا يكون حيضًا. وهذا الإجماع الذي ادّعاه غير صحيح؛ فإن مذهب مالك أن أقل الحيض يكون دفعة فقط، واختلفوا فيما سوى ذلك، فمذهبنا المشهور أن أقل الحيض يوم وليلة، وأكثره خمسة عشر. قال ابن المنذر: وبه قال عطاء، وأحمد، وأبو ثور. وقال الثوري، وأبو حنيفة، وأبو يوسف، ومحمد: أكثر الحيض عشرة أيام، وأقله ثلاثة أيام. انتهى.
فإذا علمت هذا؛ فلم يكن يجب عليك عند الصلاة إلا الاستنجاء، والوضوء لها.
وعدم تفقدك المحل قبل الاستنجاء لا حرج فيه؛ لأن الأصل عدم خروج شيء آخر.
والله أعلم.