السؤال
أنا مبتلي بذنوب معينة، وأخشى على نفسي منها، ومنها ما يطاردني ويصعب عليَّ التخلص منه، كالعادة السرية، وفكّرت في طريقة تنقص من ذنوبي، وهي التقليل من تكرار الذنوب، ولتلك الطريقة منافع من حيث الخروج من ذلك الهوس، وفعل الذنب عند الحاجة لفعله فقط بدلًا من فعله مرات عديدة، وأنا أتبع طريقة العلاج هذه، والتي تخفف عني الشعور بالضغط، كما أني أشعر أن هذه الطريقة تقلّل انتباهي إليها بسبب عدم تحمّلي مسؤولية تركها كليًّا، وأني قد ألجئ إليها عند الرغبة الشديدة، وأرى أن ترك الذنب نهائيًّا مرة واحدة صعب وشاق حقًّا، فهو يعذبني نفسيًّا، وتتكون رغبة جنسية شديدة لا يجب أن تكون؛ لذلك يجب عليَّ ممارسة العادة حتى يعود الشعور بالتوازن، فهل أستمر على ما أنا فيه أم لا؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يهديك، وأن يصرف عنك السوء والفحشاء.
واعلم أن التوبة واجبة على الفور، ولا يجوز تأخيرها، قال النووي في شرح صحيح مسلم: واتفقوا على أن التوبة من جميع المعاصي واجبة، وأنها واجبة على الفور، لا يجوز تأخيرها؛ سواء كانت المعصية صغيرة، أو كبيرة. اهـ.
وقال ابن القيم في مدارج السالكين: المبادرة إلى التوبة من الذنب، فرض على الفور، ولا يجوز تأخيرها، فمتى أخّرها، عصى بالتأخير، فإذا تاب من الذنب، بقي عليه توبة أخرى، وهي توبته من تأخير التوبة، وقلّ أن تخطر هذه ببالِ التائب، بل عنده أنه إذا تاب من الذنب، لم يبق عليه شيء آخر، وقد بقي عليه التوبة من تأخير التوبة. اهـ.
ومن أركان التوبة: العزم على عدم العودة إلى الذنب، قال النووي في شرح صحيح مسلم: التوبة لها ثلاثة أركان: الإقلاع، والندم على فعل تلك المعصية، والعزم على أن لا يعود إليها أبدا. فإن كانت المعصية لحق آدمي، فلها ركن رابع، وهو التحلّل من صاحب ذلك الحق، وأصلها الندم، وهو ركنها الأعظم. اهـ.
فما ذكرته لا يعد توبة صحيحة، لكن لا ريب في أن الإقلال من ارتكاب المعصية أقل سوءًا، وأخف ضررًا من الإكثار منها.
فيجب عليك أن تجاهد نفسك في التوبة النصوح من فعل العادة السرية، بالإقلاع الفوري عنها، والندم على ما مضى منها، والعزم على عدم العودة إليها.
وراجع في ذكر بعض الوسائل المعينة على التخلص من العادة السرية الفتوى: 7170.
والله أعلم.