السؤال
أعاني من مرض الشقيقة منذ حوالي عشرين عاما وأنا الآن في الخامسة والأربعين، وعلي قضاء أيام أفطرتها في رمضان ولم أكن أقضيها بسبب جهلي بأمور الدين ما يزيد عن 100 يوم وبسبب ما أعانيه من آلام الصداع فلا أستطيع تعويض ماعلي من أيام، ولكن بعد التزامي بفضل الله أخرجت الكفارة عن كل المدة، فهل يكفي هذا؟ مع العلم بأني بفضل الله أصوم رمضان بانتظام والستة من شوال بالرغم من تعبي الشديد في أثناء الصيام. أفيدوني وجزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فسنأل الله تعالى أن يثيبك على طاعته، وبخصوص ما سألت عن فاعلم أنه يجب عليك قضاء جميع ما أفطرته من صوم رمضان قلّ ذلك أو كثر، لقول الله تعالى: فَعِدَّة مِّنْ أَيَّامٍ أخر. وإن كان قد مضى على ذلك سنون عديدة.
كما يلزمك مع القضاء دفع مد من طعام لمسكين عن كل يوم أفطرته من رمضان، لحصول التفريط في قضاء رمضان حتى جاء رمضان الآخر.
قال الخرشي المالكي: من فرط في قضاء إلى أن دخل عليه رمضان آخر، فإنه يجب عليه أن يكفر بأن يطعم عن كل يوم يقضيه مدا لمسكين. اهـ.
وقال النووي في "المجموع" وهو شافعي: فلو أخر القضاء إلى رمضان آخر بلا عذر أثم، ولزمه صوم رمضان الحاضر، ويلزمه بعد ذلك قضاء رمضان الفائت ويلزمه بمجرد دخول رمضان الثاني عن كل يوم من الفائت، مد من طعام مع القضاء. اهـ.
وقال صاحب "كشاف القناع" وهو حنبلي: ولا يسقط إطعام من أخر رمضان حتى أدركه رمضان آخر.
والله أعلم.