السؤال
بسبب علمي ببعض أحكام العلماء -كحكم التصوير، والموسيقى، وغيرها- أجدني لا يمكنني الوثوق بعالم مهما كانت درجته في العلم؛ لأنني أظن أن هناك خللًا في منهجية استخراج الحكم الشرعي الصحيح في بعض الأحكام الشرعية، خصوصًا تلك المتعلقة بالتحريم والتحليل؛ لذلك أريد أن أبدأ يومًا ما بتعلّم العلم الشرعي، والنظر في كل هذا؛ لأرى إن كان العلماء هم المخطئين، أم إنني أنا المخطئ؟ لكنني ما زلت لا أتعلّمها لضيق وقتي؛ لذلك أسأل: رأيت في موقعكم أنه على العامي أن يقلّد من يثق في علمه وورعه، لكن هذا الأمر -كما ذكرت سابقًا- لا يتوفر لي، فهل حرام عليَّ أن أقلد عالمًا أرى أنه يلتزم بالمنهجية المعتادة لاستخراج الحكم الشرعي بشكل جيد عوضًا عن الثقة به؟ جزاكم الله خيرًا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنقول ابتداء: إن عدم الثقة في العلماء عامةً -كما يفهم من قولك: لا يمكنني الوثوق بعالم- بزعم أن لديهم خللًا في منهجية استخراج الحكم الشرعي، وأنك لا تثق في المنهجية المعتادة لدى العلماء -كما سميتها-، هذا مرده إلى الجهل بالعلم الشرعي، وعلم أصول الفقه على وجه الخصوص، وكذا الجهل بأسباب الاختلاف، والحكمة منه.
وقد بينا في عدة فتاوى أسباب اختلاف العلماء في المسائل الفرعية والحكمة منه، كالفتوى: 26350 في بيان الاختلاف في الأحكام الشرعية... حكمته.. وأسبابه، والفتوى: 55238 في بيان أن الاختلاف الفقهي سنة من سنن الله في خلقه، والفتوى: 56408 في بيان ما يسوغ الاختلاف فيه وما لا يسوغ.
ولا شك أن تقليد عالم من العلماء، إنما ينبني على الثقة، فلا يُتصوّر أن يقلّد أحدٌ من لا يثق في علمه وديانته، فما دمت لا تثق في عالمٍ، ولا في المنهجية المتبعة لدى العلماء؛ فأنَّى لك أن تستضيء بنور العلم!؟
والله أعلم.