السؤال
أنا أصلِي في مسجد بعيد عن منزلي؛ لأني أحب الصلاة في ذلك المسجد، وأرتاح فيه، وتعلّمت القرآن هناك، وذات مرة كان الشيخ غائبًا منذ فترة، فصلّيت بالمسجد الذي في الحي، وعندما رجع في اليوم الثاني ذهبت لصلاة الفجر، وعزمت على أن أقابل الشيخ، وفي طريقي تذكّرت أن صلاتي لله، فكيف طاوعتني نفسي أن تكون نيتي مقابلة الشيخ، فأكملت طريقي، وقررت أن أقابله بعد الصلاة خارج المسجد، وليس داخله!؟
الخلاصة: ما حكم من يذهب إلى المسجد حبًّا لفلان، وينسى نية الصلاة لله؟ وهل تقبل صلاته؛ لأنه سيجمع الأمرين؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمحبة الصالحين في الله، والرغبة في لقائهم، والسلام عليهم، طاعة من الطاعات، ففي الحديث: إنَّ المسلمَ إذا صافَح أخاه؛ تحاتَّتْ خطاياهُما كما يتَحاتُّ ورَقُ الشَّجَرِ. رواه البزار، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.
فإذا قصدت المسجد بنية الصلاة، وبنية لقاء أحد الصالحين، والسلام عليه، وتفقّد أحواله؛ فنرجو أن تكون جمعت بين طاعتين، وليس بين طاعة وشغل دنيوي.
وقد قال بعض العلماء في شرح حديث: إن أحدكم إذا توضأ فأحسن وأتى المسجد، لا يريد إلا الصلاة .. إلخ أن هذا لا ينافيه نية عبادة أخرى، بخلاف قصد الأشغال الدنيوية، وانظر الفتوى: 344116.
وفي كل الأحوال؛ فإن الصلاة صحيحة لا تبطل لو قصد الشخص من الذهاب إلى المسجد أمرًا دنيويًّا، فلا تفتح على نفسك بابًا للوسوسة.
والله أعلم.