السؤال
إخوة الإيمان لدي سؤال أو استفسار يتعلق بالمعاملة الزوجية: وهي لأحد أصدقائي كلفني بالبحث عن المسألة، وأنا تفضلت بسؤالي إلى سيا دتكم لعلي أجد حلا مناسبا لهذه القضية وهي: أن هذا الصديق متزوج قضى مع زوجته ما يقارب 46عاما في الحياة الزوجية, لكن قدر الله وما شاء فعل, فحل بزوجته مرض جعلها تلازم الفراش مدة 4 سنوات, حتى يومنا هذا, وخلال هذه الفترة ظل يكافح من أجل شفائها, فهو الذي يهتم بها, أكلا وغسلا وتبديلا لملابسها, حتى أصبح يفقد اللذة تجاهها, حتى إنه إذا أراد الجماع معها لا يستطيع, فزار الطبيب الاختصاصي هنا في فرنسا فنصحه بأن يجرب نفسيته مع امرأة أخرى, فأبى لما في ذلك من زنى فهو حرام, ثم زار بعد ذلك بعض الأئمة في بلده (الجزائر) لنفس الغرض, فنصحوه بالعقد على المرأة التي يريد الاستعانة بها كي يجرب نفسيته, وهذا ما لا يريده خوفا من أن يكون ذلك سببا لوفاة زوجته المريضة, ذلك ما وضعه في موقف حرج, وهو الآن يطلب من حضراتكم أن توفوه بحل يتبعه في هذه المسألة, كما أنه لا يدري أيضا ما على زوجته تجاه ما فاتها من صيام رمضان؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد أحسن صديقك هذا في بره بزوجته هذه ، ولا شك أن هذا من حسن العشرة ومن كريم الخصال ففي سنن الترمذي عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي. وقد أحسن أيضاً في رفضه الإقدام على الزنا كوسيلة للعلاج ونسأل الله تعالى أن يثبت له أجره وأن يزيده على الخير حرصاً.
وبخصوص هذه المشكلة فالذي نراه هو أن يقدم على الزواج بامرأة ثانية، وذلك لأن الزواج بأكثر من امرأة مباح شرعاً إذا كان الإنسان مستطيعاً لمراعاة شرط العدل بينهن، بل قد يكون الزواج بأخرى في حقه مستحباً أو واجباً ما دامت نفسه تتوق إلى ذلك، إذ أن الزواج تعتريه الأحكام التكليفية حسب اختلاف الأحوال.
وأما رضا زوجته هذه فليس بلازم شرعاً ولكن لا بأس في السعي لإقناعها وإرضائها جمعاً بين المصلحتين، ثم إن القول بأن ذلك قد يكون سبباً لوفاتها قد يكون مجرد توهم ولا حقيقة له، ولو قدر حدوث ذلك لم يكن آثماً بذلك، فليستعن بالله وليقدم على الزواج، ولعل الله تعالى يجعل له في ذلك خيراً كثيراً، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 17282، والفتوى رقم: 3011.
والله أعلم.