السؤال
قد علمت مؤخرًا أن معنى الكبر هو بطر الحق، وغمط الناس، وأنه شيء محرم أن يكون في قلب المؤمن احتقار للناس، حتى لو كان الأمر بينه وبين نفسه، لكن في نفسي عنصرية تجاه أهل بلد ما، ومعها احتقار، فمهما حاولت أن أغير ما في نفسي تجاههم أفشل، وأجد رفضًا عظيمًا للاستجابة من نفسي، أو أشعر أني أكذب على نفسي، وأني لم أغير ما في الصميم، وهي عنصرية دون سبب، فلا مجال لتغيير ذلك، ولا أعلم ماذا أفعل، هل أقع في الإثم والعذاب؛ بما أني لا أستطيع تغيير ما في قلبي؟ هل أقع في الإثم عندما أبقيه في قلبي، مع عدم العمل بذلك الاحتقار والتعبير عنه بقول أو فعل؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن الله تعالى سوّى بين المسلمين، ولم يفاضل بينهم إلا بالتقوى، قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ {الحجرات:13}.
فإن كان أهل هذا البلد من المسلمين، فلا يجوز لك تحقيرهم، ولا النظر إليهم شزرًا، بل عليك أن تواليهم، وتحبهم بقدر ما فيهم من الإيمان والتقوى، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم. رواه مسلم.
فلو استشعرت هذا المعنى، وأن مناط التفاضل بين الناس هو التقوى، وأشربت قلبك حب أهل الإيمان؛ من كانوا، وأين كانوا؛ فإن هذا الشعور سيزول عنك ولا بد.
ونخشى أن تكون آثمًا؛ لكونك تحتقر المسلمين وتزدريهم، قال القرطبي في المفهم في شرح الحديث المتقدم: أي: كافيه من الشر ذلك؟ فإنَّه النصيب الأكبر، والحظ الأوفى. ويفيد: أن احتقار المسلم حرام. انتهى.
فعليك أن تجاهد نفسك لإصلاح قلبك، والتخلّص من هذه الخصلة الذميمة، وأن تعلم أن الله لا ينظر إلى صور الناس وأموالهم، وإنما ينظر إلى قلوبهم، وأن القلب إذا صلح؛ صلح سائر الجسد، وإذا فسد؛ فسد سائر الجسد.
والله أعلم.