السؤال
أنا شخص أعاني من خلاف بين أمي وزوجتي وهذا انعكس على علاقتي الزوجية والحياتية أمي أخذت موقفا حاقدا من زوجتي مع أني أعتقد أن كثيرا من هذه المواقف نابعة من شعور الأم بالوحدة وفقدان الابن خاصة أني وحيدها وأحاول أن لا أخسر زوجتي وأن أرضي أمي التي بات رضاها أن أطلق أوأ ضرب أوأعامل زوجتي بالطريقة التي تريد هي وإن كان هذا الأمر فيه ظلم لزوجتي وأشعر في عينها غضبا علي وعدم رضى وهذا يجعلني في صراع مع نفسي أريد من إخواني أن يساعدوني في كيفية التعامل وهل ماتطلب أمي يوجب الطاعة وإن عصيتها هل علي إثم وأعتبر عاقا ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فننصحك أن تتحلى بالصبر والحلم وأن تسعى جاهداً للحصول على الأسلوب الأمثل الذي به ترضي أمك، ولا تظلم زوجتك، وحاول أن تصلح بينهما، وذكرهما بالآيات والأحادث التي تحث على الصلح، وترسخ الأخوة بين المؤمنين كقوله تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (الحجرات:10)، وقوله تعالى: وَالصُّلْحُ خَيْرٌ (النساء: من الآية128)، وبقول النبي صلى الله عليه وسلم: مثل المؤمنين في توادهم وتراحهمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر. متفق عليه.
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخواناً، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث. متفق عليه. وليس من البر بأمك طاعتها في ظلم زوجتك، ومعاملتها بالعنف والقسوة، أو طلاقها لمجرد طلب أمك ذلك منك ما لم يكن هناك سبب صحيح يقتضي طلاق الزوجة، كتعديها على أمك والتطاول عليها ونحو ذلك، وحاول أن تستعين بأهل الخير من أقرائك وصالحي بلدك لحل مشكلتك، واعلم أنك مسئول عن زوجتك وأولادك، وأن ظلمك لزوجتك سيكتب عليك في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، فراقب الله تعالى، وأحسن إلى أمك، دون أن تستجيب لها في فعل ما يغضب الله، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
والله أعلم.