السؤال
كيف أتعرف إلى الله؟ وما أفضل تفسير لأسماء الله الحسنى؟ وأنا أسير غشاوة رانت على قلبي، وأشعر أن الدنيا ستسحبني، وتغريني، وهذا شيء يقلقني أيضًا؛ فأبتعد عن الناس كلهم، وأجلس وحدي، فهل هذا يؤثر عليَّ؟ وكيف أزهد في الدنيا ولا آمن لها؟ وكيف أعيش للآخرة فقط؟ وما أكثر كتب المواعظ التي تذكّر بالموت؟ جزاكم الله خيرًا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فأما التعرّف إلى الله؛ فأفضل طرقه الإكثار من تلاوة القرآن بتدبّر وتفهّم، ومراجعة كتب التفسير التي تعينك على فهم مراد الله تعالى من كلامه؛ كتفسير ابن كثير -رحمه الله-.
والتفكّر في أسماء الله تعالى الحسنى، من أعظم طرق استجلاب محبّته، ومعرفته -تبارك وتعالى-.
وقد كتبت في شرح معاني الأسماء الحسنى تآليف عدة، منها: المقصد الأسنى لأبي حامد الغزالي -رحمه الله-، وكتاب: الأمد الأقصى للقاضي أبي بكر ابن العربي، وشرح الأسماء الحسنى للقرطبي، وفي تضاعيف كلام ابن القيم -رحمه الله- شرح وافٍ، وبيان كافٍ لكثير من أسماء الله الحسنى، وذكر آثار الإيمان بها، كما في نونيته الكافية الشافية، ومدارج السالكين، وطريق الهجرتين، وغيرها من كتبه -رحمه الله-.
وليس اعتزال الناس حسنًا بإطلاق، بل عليك أن تخالطهم فيما يعود عليك بالنفع في دِينك ودنياك، وتترك مخالطتهم فيما عدا ذلك، وانظر الفتوى: 158317.
وأما الزهد في الدنيا؛ فيحصل بمعرفة قدرها عند الله تعالى، وأنها لا تزن عنده جناح بعوضة، ومعرفة قدر الآخرة، وأنها دار البقاء؛ فتأخذ من الدنيا بلاغك، ولا تسكنها قلبك.
ويعين على ذلك كثرة تدبّر القرآن العزيز، وما ورد فيه من الأمثال في ذمّ الدنيا، وتحقيرها، والترغيب في الآخرة، والحثّ على العمل لها.
وأما الكتب التي تذكّر بالموت؛ فمن أمثلها كتاب: التذكرة للقرطبي -رحمه الله-، وكذا كتاب: القيامة الصغرى للدكتور عمر الأشقر -رحمه الله-.
والله أعلم.