السؤال
لديَّ مشكلة أثناء الصيام، وهي وجود دم في حلقي عندما أستيقظ، ويغلب على ظني أنه دم في الحلق، وليس من اللثة أو الأسنان.
أحيانا أحس بطعم الدم، ولا أبصقه، وأحيانا أبصقه، وأتمضمض، ولا أعلم ما حكم صيامي في هذه الحالة.
علما أنّ هذه الحالة تتكرر معي في كل أيام الصيام والقضاء.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمجرد وجود طعم الدم في الفم لا يفسد الصوم، لكن على الصائم أن يبصق إن أحس بوجود طعم الدم، لكن إذا كثر ذلك ولازم غالبا؛ سواء خرج من اللثة، أو من غيرها، فإنه يعفى عن أثره للمشقة.
ففي حاشية أحمد الرملي على أسنى المطالب وهو شافعي: قال الأذرعي: لا يبعد أن يقال من عمت بلواه بدم لثته بحيث يجري دائما، أو غالبا أنه يتسامح بما يشق الاحتراز عنه، ويكفي بصقه الدم، ويعفى عن أثره، ولا سبيل إلى تكليفه غسله جميع نهاره، إذ الفرض أنه يجري دائما، أو يترشح، وربما إذا غسله زاد جريانه. اهـ. انتهى .
وقال الشيخ محمد عليش في فتح العلي المالك: ( ما قولكم ) فيمن دميت لثته أو أسنانه غلبة هل يجب عليه طرحه؟ وهل يؤمر بغسل فمه منه؟ أو ابتلعه وهو صائم فهل يفطر؟ أو كيف الحال؟ أفيدوا الجواب ؟ فأجبت بما نصه: الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله: إن كثر عليه ذلك، ودام به؛ عفي عنه، فلا يؤمر بطرحه، ولا بغسله، ولا يفطر بابتلاعه، وإلا أمر بطرحه حتى يذهب أثره من الريق. انتهى.
وعلى هذا؛ فما دام أثر الدم في الفم يلازمك غالبا في الصيام؛ فلا شيء عليك فيه، ولا يلزمك تعاهد بصقه، أو المضمضة منه، ولا يضر صيامك.
والله أعلم.