السؤال
أسكن في مكان كل المساجد فيه تضع اسم الله جل وعلا مقابل اسم رسوله، وكنت قد نبهت أحد المسؤولين في أحد المساجد على أن هذا لا يجوز مرتين، وذكرت له الدليل، لكنه قال: إنه لا مشكلة في وضعها؛ لأن إمام الجمعة وضعها بنفسه، وهو صاحب علم، ولم أذهب لإمام الجمعة حتى الآن، فما حكم صلاتي في ذلك المسجد؟ وهل آثم؟ وهل الأفضل صلاة التراويح في مسجد مع عدم الختم، أم صلاتها في المنزل مع الختم؟ جزاكم الله خيرًا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فصلاتك في المسجد المشار إليه صحيحة، وقد بينا في الفتوى: 125817 أن وضع اسم الرسول صلى الله عليه وسلم في لوحة واحدة مع اسم الله على الصورة المعهودة اليوم، لا ينبغي؛ إذ ربما يتوهم منه التشريك، ولكن هذا لا يترتب عليه كراهة الصلاة في ذلك المسجد، فضلًا عن بطلانها.
وصلاتك التراويح في المسجد، أفضل من البيت؛ لأنك لو صليت مع الإمام؛ حتى ينصرف، كتب لك قيام ليلة كاملة، جاء في تحفة الأحوذي: وَقِيلَ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: يُعْجِبُكَ أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ مَعَ النَّاسِ فِي رَمَضَانَ أَوْ وَحْدَهُ؟ قَالَ: يُصَلِّي مَعَ النَّاسِ. قَالَ: وَيُعْجِبُنِي أَنْ يُصَلِّيَ مع الإمام، ويوتر معه. قال النبي: إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا قَامَ مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ، كُتِبَ لَهُ بَقِيَّةُ لَيْلَتِهِ. اهـ.
وقد اختلف الفقهاء في المفاضلة بين صلاة التراويح في المسجد وبين صلاتها في البيت، فمنهم من يقول بأن الانفراد بها في البيت أو في غيره أفضل، إن لم يؤدِّ إلى تعطيل المسجد منها، قال خليل المالكي في مختصره: وانفراد بها، إن لم تعطل المساجد. اهـ. يعني: ويستحب انفراد بصلاة التراويح.
والقائلون بأن صلاتها في المسجد أفضل، لم يقيّدوا ذلك بشرط ختم القرآن، ولا بطول القيام فيها.
والله أعلم.