السؤال
أحتاج إلى المساعدة، أنا شاب عمري 27 سنة. كنت أصلي، لكن منذ فترة لا أستطيع أن أدخل المسجد، ولا أصلي في البيت. أشعر أن قلبي مات كلما سمعت الأذان أتضايق.
والدي ووالدتي تعبا معي في موضوع الصلاة، أنا حاليا أدخن، وللأسف أشرب مخدرات، لا أستطيع أن أعبر عن هذا، لكني أفعل المعاصي بشكل عادي، ولا أحس بالذنب.
أتمنى أن أصلي، وأرجع للطريق الصحيح. لا أعرف والله، أنا من داخل طيب، وأخاف من ربنا، لا أعرف ماذا حصل لي مرة واحدة، لا أعرف ماذا أفعل؟ ولمن أذهب؟
حتى صلاة الجمعة لا أستطيع أن أدخل الجامع، أموت بالبطيء، وأتمنى أن أتوب، لا أعرف كيف؟ وأشعر أن ربنا -سبحانه وتعالى- لن يقبل توبتي بسبب كثرة المعاصي.
وآسف على الكلام البشع.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأنت -أيها الأخ- بارتكابك هذه المعاصي، وإصرارك على تلك الكبائر، توبق نفسك وتهلكها، وتوردها موارد العطب.
فعليك أن تفيق من غفلتك، وأن تعلم أنه لا حائل بينك وبين التوبة، فقط عليك أن تتغلب على شيطانك وهواك، ونفسك الأمارة بالسوء، وتسير إلى ربك -تعالى- بثبات وعزيمة صادقة.
واعلم أنك لو صدقت في طلب التوبة، فإن الله سيوفقك ولا بد، وقد قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا{العنكبوت:69}.
فعليك أن تأخذ بأسباب الاستقامة، وأولها المجاهدة الصادقة، فتحافظ على فرائضك فورا ومن الآن، وتترك هذه المنكرات التي تتعاطاها.
ويعينك على ذلك أن تغير صحبة السوء التي تحملك على المعاصي، وتستبدلهم بصحبة أهل الخير والصلاح، وأن تجاهد نفسك صادقا كما ذكرنا، وأن تلزم الذكر والدعاء، وسؤال الله أن يعينك ويثبتك.
وأن تتفكر في عاقبة المعاصي وخطرها، وأنها مجلبة لغضب الله -تعالى-، وغضبه -سبحانه- لا يقوم له شيء.
وأن تتفكر في الموت وما بعده من الأهوال العظام، والخطوب الجسام، وأن تعلم أنه قريب منك ومن كل أحد، وأنه لا يفرق بين شاب وشيخ، وأن الآجال مغيبة، فاحذر أن يأتيك أجلك وأنت على هذه المنكرات، فيختم لك بسوء.
نسأل الله أن يتوب عليك، ويهديك.
والله أعلم.