السؤال
أحببت رجلا، وقد مرت سنة. وتقدم هذا الرجل لخطبتي، ولكنه يريد أن يرفض بسبب صلاة الاستخارة، وشعوره بعدم الراحة، وقلبه مقبوض من هذا الأمر، مع العلم أنه لمسني، ولكن بدون علاقة جنسية كاملة.
فهل يجوز له أن يتركني بحجة عدم الارتياح من صلاة الاستخارة، بعد ما حدث أم لا؟ مع العلم أنه سأل عني، ولم يسمع إلا كل خير.
وشكراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك أولا المبادرة إلى التوبة من هذه العلاقة التي كانت بينك وبين هذا الرجل، وسبق بيان حكم مثل هذه العلاقات في الفتوى: 30003، وأوضحنا تفصيل القول في حكم الحب قبل الزواج، في الفتوى: 4220. وتجدين في الفتوى: 5450 شروط التوبة.
وإذا تساهلت المرأة في التعامل مع الرجل، فربما كان ذلك سببا لإعراضه عن أمر الزواج منها، بسبب ما قد يراوده من شكوك فيها، فيلعب به الشيطان ويذهب به كل مذهب، فهذا مما ينبغي أن تنتبه له المرأة المسلمة.
ومجرد ما وجد من شعور من عدم الراحة، وانقباض في قلبه بعد الاستخارة، قد لا يكون له علاقة بالاستخارة، ولا يكون علامة على ترك الزواج منك.
وسبق بيان أن من أهم ما تعرف به نتيجة الاستخارة، التوفيق إلى الشيء المستخار فيه من عدمه، كما هو مضمون صيغتها، وانظري الفتوى: 123457.
ولا يلزمه الزواج منك لكونه قد فعل معك ما فعل من مخالفة شرعية، وقد جنيت على نفسك بالانجرار معه في هذه العلاقة والتساهل في أمر الخلوة به، فكان ما كان.
فاجعلي من ذلك درسا لك في حياتك، واحرصي في المستقبل على الإحسان والاستقامة على طاعة الرحمن، وسلي ربك أن يرزقك الزوج الصالح الذي يعينك في أمر دينك ودنياك.
والله أعلم.