السؤال
أبي كان يغضبني، فأردّ، وعندما تلومني نفسي، أغضب وأقول: أنا لست مخطئًا، وأمّي كانت مريضة، ويكاد أن يغمى عليها، وكانت تريد أن تعدّ لي الطعام، فقلت لها: إن أعددته، فمن الممكن ألا آكله؛ بنبرة تهديد لها، وصوتي كان غاضبًا، دون أن يكون عاليًا؛ لأنني لا أريد أن أتعبها، فهل عليّ إثم؟ وأبي كان يقول على أمي كلامًا، وكنت أنقل لأمّي ذلك، فهل هذه نميمة؟ وما معنى النميمة؟ وما كفارتها؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإخبار الأم بما يقوله فيها الأب من ذم، لا شك أنه داخل في حد النميمة، بل هي من أقبح ما يكون من النميمة؛ لما يترتب عليها من إفساد ذات البين بين الوالدين، وهذا يجمع كبيرة النميمة مع كبيرة العقوق، ولمعرفة ما هي النميمة وضابطها وأحوالها، انظر الفتوى: 117695.
كما لا يجوز مخاطبة الوالدة بنبرة فيها شيء من الحدّة، ولو كان المراد مراعاة حالها، ومصلحتها، والرفق بها، بل المتعين مخاطبتها برفق، ولين، وانظر الفتوى: 443293 في بيان أنه على الولد أن يخاطب والديه بالأدب، والتوقير، والتواضع، وأن يلين لهما الكلام، والفتوى: 429091 في بيان أن الغضب ليس عذرًا في الإساءة إلى الوالدة.
والله أعلم.