السؤال
أصبحت أكره أبي كثيرًا؛ بسبب تعامله الظالم معي ومع أمّي، وبسبب شخصيته الأنانية، ووصلت الخلافات بيننا لدرجة القطيعة لشهور وأيام، وأنا خائفة جدًّا من عقوق الوالدين، وعدم تيسير الأمور بسبب هذا الذنب، وليس بيدي أن أبدّل مشاعري تجاهه، فماذا أفعل؟
أصبحت أكره أبي كثيرًا؛ بسبب تعامله الظالم معي ومع أمّي، وبسبب شخصيته الأنانية، ووصلت الخلافات بيننا لدرجة القطيعة لشهور وأيام، وأنا خائفة جدًّا من عقوق الوالدين، وعدم تيسير الأمور بسبب هذا الذنب، وليس بيدي أن أبدّل مشاعري تجاهه، فماذا أفعل؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كان والدك قد ظلمك وأمّك، فقد أتى منكرًا عظيمًا، وكما أن عليك وعلى أمّك حقوقًا لوالدك، كذلك لكما حقوق عليه، يجب عليه القيام بها، فإن فرّط في ذلك، أثم، ثبت في الحديث عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كفى بالمرء إثمًا، أن يضيّع من يقوت.
ومجرد كرهك القلبي له لهذا السبب، لا حرج فيه؛ لأن الأمور القلبية لا اختيار لصاحبها فيها، والله عز وجل يقول في دعاء المؤمنين: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الأحزاب:5}، وروى ابن ماجه عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قد تجاوز عن أمتي الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه.
والواجب عليك أن تكوني على حذر من أن يدفعك كرهك له بسبب بعض تصرفاته السيئة إلى أن يكون سببًا في أن يصدر عنك ما يؤذيه بأدنى أذىً؛ فتقعين بذلك في العقوق، وراجعي في ضابط العقوق الفتوى: 11649، والفتوى: 73463.
ولعلك إذا استشعرت أنه والدك، وأنه سبب وجودك في هذه الحياة؛ كان ذلك سببًا لتبدّل الكُره إلى حب، وكان دافعًا لك إلى السعي في سبيل إصلاحه بالدعاء له، وتسليط بعض أهل الخير والفضل عليه، فلعل الله سبحانه يُجري الخير على أيديهم؛ فتسعدين، وتسعد أمّك بصلاحه.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني