السؤال
أبلغ من العمر 18 عامًا، وهناك سؤال لا يفارقني: ما الغاية؟ فدائمًا أشعر بالتشويش، ولا أعلم إلى أين يجب أن أسير، ولماذا يجب عليّ الالتحاق بالجامعة والدراسة؟ وما الفائدة من ذلك؟ ألا يجب عليّ التفرغ لدراسة علوم الدِّين والعبادة؟
المقصود من الأسئلة أنني لا أعرف الطريق، ولا أعلم أين أسير، ولم أكن متحملًا لهذا القدر من التفكير أو المسؤولية من قبل، وذلك يشق عليّ.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد خلقنا الله تعالى لعبادته، كما قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ {الذاريات:56}.
وهذه العبادة تتنوع صورها؛ فليست مقصورة على نوع معين، فمن درس الطب، والهندسة، ونحو ذلك من العلوم التي يرجى بها نفع المسلمين، بنية صالحة -كنية أن ينفع المسلمين، ونية أن يعفّ نفسه عن مسألة الناس، وأن يصونها عن الحرام، وأن يكون نافعًا لنفسه وأهله وأمته-، وأن يتزوج طاعة لله، ويبني بيتًا مسلمًا على طاعة الله؛ فكل هذا من النيات الصالحة التي يؤجر عليها.
وأنت تدخل الجامعة؛ لتجد وظيفة، ثم تعمل بعد ذلك، وعملك هذا الحلال الذي تسعى فيه على نفسك تعفّها، أو على عيال لك تقوتهم، كل هذا في سبيل الله، وكله طاعة لله، وقربة له سبحانه.
فدع عنك هذا الطرح السلبي، والأفكار الرديئة، وأقبل على دراستك بجد ونشاط، وانظر ما ميولك ورغباتك، ثم اجتهد؛ حتى تصل إلى بغيتك من الدراسة والعمل.
وفي ذلك أيضًا برّ لوالديك، وإحسان إليهما، وهذا من أعظم الطاعات، وأجلّ القربات.
فعليك أن تتلمس وجوه الطاعة فيما تفعله من الأمور، وستجدها ولا بد، ثم تمضي مجتهدًا فيما أنت بصدده.
ودراسة العلوم الشرعية أمر حسن ومؤكد، لكن لا يمتنع أن تدرس العلوم الشرعية بجانب اشتغالك بدراسة ما ينفعك من العلوم الدنيوية.
وفقك الله لما فيه الخير.
والله أعلم.