السؤال
قلتم في فتوى لكم إن نعيم وترف الدنيا، ينقص من أجر الفرد في الآخرة.
طبقا لهذا، فالفقير أكبر وأعظم أجرا من الغني؛ لأنه لم يتنعم، ولم يترفه في الحياة. وهذا يعارض فتوى لكم قلتم فيها إن الغني مثل الفقير، ولا فضل لهذا على ذاك في الآخرة.
يعارضكم في هذه الفتوى -نقص الأجر- بسبب النعيم، موقع: الإسلام سؤال وجواب، للشيخ محمد صالح المنجد. أين الصواب؟
وكان هناك أنبياء وصحابة وصالحون أغنياء وملوك. هل سينقص الله درجاتهم في الآخرة؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا في فتاوى سابقة مسألة المفاضلة بين الفقر والغنى، وبين الفقير الصابر والغني الشاكر. وبينا أن أفضلهما من كان لله أتقى، كما في الفتوى: 405115 والفتاوى المحال عليها فيها.
وهذا لا يتعارض مع ما ذكرناه في الفتوى: 61760 من أن التمتع بنعيم الدنيا والترفه فيها، ينقص من نعيم العبد في الآخرة؛ لأنه لا يلزم من نقصان الأجر بسبب الترفه في الدنيا، أن يكون المتمتع ناقصا من التقوى ومن أعمال الخير الأخرى، بحيث يفضل عليه الفقير الأقل تقوى منه.
والله أعلم.