السؤال
عندي 16 عاماً، فعلت ذنوباً كثيرة وكبيرة في حياتي، وهي ذنوب كبيرة، لدرجة أنها لو سمعها أحد مني، لأشمئز مني.
وبطبيعة الحال تبت إلى الله، وأحاول الثبات على توبتي، ولكني تأثرت نفسيا بكل ما اقترفت، وأصبحت أتمنى الموت دائماً.
والموضوع الثاني أني أتحدث مع فتاة أحبها، ولا أعرف ماذا أفعل؟
وإن تركها يسبب ذلك لي ألما، لا أستطيع أن أتحمله، كما أني لا أستطيع التقدم لخطبتها بسبب عمري الصغير. لا أعلم ماذا أفعل؟ وكيف أسيطر على شهوتي التي تحكمني؟
أريد أن يغفر الله لي ذنوبي، وأريد أن أستقيم، ولكني أتألم في كل ليلة بسبب ما أفكر به دائما، كما أني مصاب بالوسواس القهري الذي يرهقني دائماً.
أريد المساعدة.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنحن فرحون بك أيها الشاب الطيب؛ لأن فيك خيرا كثيرا، والحمد لله، لكننا نحب أن نوصيك ببعض الوصايا التي ينفعك الله بها. فأما الوساوس فعليك أن تدافعها وتعرض عنها؛ فإنه لا علاج لها سوى هذا، وانظر الفتوى: 51601.
وإن احتاج الأمر لمراجعة طبيب نفسي، فافعل. كما يمكنك مراجعة قسم الاستشارات بموقعنا.
وأما تمنيك الموت ونحو ذلك مما ذكرته، فأمر لا يليق بشاب مقبل على الحياة في مثل سنك، مؤمن بالله -تعالى- حريص على مرضاته.
فعليك أن تتخلص من هذه المشاعر السلبية، وتقبل على حياتك متفائلا، محسنا الظن بربك -تعالى- حريصا على ما يقربك إليه. وأما تلك الفتاة فعليك أن تترك تكليمها؛ فإن الكلام معها يغضب الله -تعالى- كما أنه يعوقك عن معالي الأمور كالتفوق في دراستك ونحو ذلك. ونسيانها سهل -بإذن الله- إن أنت استعنت بالله -تعالى- ودعوته أن يذهب عنك تلك المشاعر.
وأما ذنوبك السابقة، فما دمت قد تبت منها فلا داعي للقلق؛ فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له. ومهما كانت هذه الذنوب عظيمة فإن عفو الله -تعالى- أعظم، فعليك أن تنسى هذه الذنوب وتبدأ صفحة جديدة في علاقتك بالله تعالى.
واعلم أن من أهم أسباب الاستقامة مصاحبة الصالحين، وترك مصاحبة البطالين اللعابين المعرضين عن الطاعة.
ومن أهم أسبابها كذلك لزوم ذكر الله -تعالى- والاجتهاد في دعائه، والتضرع له، والمجاهدة الصادقة للنفس.
فخذ بهذه الأسباب للثبات على التوبة والاستقامة، وأكثر من الصيام لكبح جماح شهوتك ريثما تكبر، ويتيسر لك الزواج بإذن الله. وإذا عدت فأذنبت، فلا تيأس ولا تقنط من رحمة الله؛ فإن الله يغفر الذنوب جميعا، بل عد فتب، وكرر التوبة كلما تكرر الذنب مستشعرا أن الله -تعالى- قد وسعت رحمته كل شيء، وأنه يغفر جميع الذنوب لمن تاب منها بصدق.
وراجع للفائدة، الفتوى: 233791، وما أحيل عليه فيها.
نسأل الله أن يرزقنا وإياك توبة نصوحا.
والله أعلم.