السؤال
أبلغ من العمر خمسين عامًا، وليس لي عمل أعيش منه، ولي ثلاثة أولاد في التعليم، وجاهدت أن أفتح محلًّا أقتات منه -أنا وأولادي-، ولكنه فشل، وذراعي اليمنى بها شرائح ومسامير، تعيقني عن أيِّ عمل، ومعي مبلغ من المال، فلو وضعته في البنك؛ لأصرف على أولادي وبيتي من فوائده، فهل هذا حرام أو ربا؟ وإن كان كذلك، فهل ينطبق عليَّ قوله سبحانه وتعالى: "فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه"؟ خاصه أنني لا أجد الشخص الذي آمنه على مالي؛ ليشغّله بما يرضي الله.
أفيدوني -جزاكم الله خير الجزاء-.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن ييسر أمرك، وأن يؤتيك من لدنه رحمة، وأن يهيئ لك من أمرك رشدًا.
وأما ما سألت عنه حول المبلغ الذي معك، وأنك تريد استثماره ببنك؛ لتنتفع بفوائده.
فالجواب عن ذلك: أن البنوك على قسمين: بنوك إسلامية، أنشئت على أساس أنها تستثمر أموالها فيما هو مباح؛ فهذه لا حرج في التعامل معها، واستثمار المال لديها، والانتفاع بما تعطيه من أرباح.
وينبغي أن يتحرّى المرء أحسنها معاملة، وانضباطًا، وبُعْدًا عن الشُّبَه، ويمكن ذلك بسؤال أهل العلم المختصين في بلده عنها.
والنوع الثاني من البنوك هو: البنوك الربوية؛ فهذه لا يجوز للمسلم أن يستثمر ماله بها؛ لينتفع بفوائده المحرمة.
وحاجته إلى استثمار ماله؛ لئلا ينفد بالنفقة، لا تسوّغ له التعامل بالربا، ولا تبيحه له.
ووسائل الاستثمار المباحة للمال كثيرة لمن تحرّاها وابتغاها، ولا تنحصر في البنوك، ونحوها.
ولا ينبغي للمرء أن يدع الشيطان يعميه عن الحلال، أو يزيّن له الحرام، ويغريه به، ويسدّ في وجهه سبل الحلال الطيب، فقد قال الله تعالى: الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {البقرة:268}.
والله أعلم.