السؤال
لقد أرسلت إليكم كثيرًا من الأسئلة، وأعلم أنكم أجبتم، وكانت أجوبتكم نابعة من القلب -إن شاء الله-، ولكني فشلت في إصلاح نفسي، بل إنها فسدت أكثر، فأصبحت لا أنكر المنكر -لا بقلبي، ولا بغيره-، وأصبحت أتكاسل عن الطاعات.
أعلم أنكم أجبتم عن هذه الأسئلة الكثيرة في موقعكم، لكني فشلت، وصرت أغضب بسرعة، وأفقد الإيمان ولذّته من قلبي، وقد يئست، فلو أن الله أراد أن يعيدني إليه لأعادني، لكني أجد نفسي في الضلالة.
أنا لا أكثر الأسئلة إلا لأني أريد الحل، لا أعلم ماذا أفعل، أو ماذا أقول، أو بماذا أدعو، وقد أصبح قلبي كالكوز مجخيًا، ولن يصلح، وأنا أقول عن نفسي: لا أستحق الهداية.
لم أنسَ عداوة الشيطان، لكن سبب ذلك هو أنني أدعو، وقلبي فاسد، والله ينظر إلى القلوب.
أدعو كثيرًا بالهداية، والإيمان، والمغفرة، ولا أطلب شيئًا من الدنيا، وأرضى بأي شيء منها، ولكني أكتب هذه الكلمات، وأبكي، ولا أشعر بالكلام نابعًا من قلبي، ولا أعلم كيف أستشعر بقلبي كل هذا، أهو ميت، أم إني ضال زائغ؟
أتعبتكم، ولكن ليس لي أحد أشكو إليه يعينني -بعد الله- غيركم.
منزلي فاسد، وعملي فيه مفاسد، ولا أنكر وجود أشياء جميلة، ولكني ضعيف، وأخاف أن أستمر في الضعف، وأهوي.
المشكلة أني إذا سمعت غناء مثلًا؛ يتأثر قلبي به، لكن قلبي مع القرآن كالصخرة.
إن كانت الذنوب تميت القلوب، والتوبة تحييها، فتوبتي غير صحيحة؛ لأني لا أشعر بأني عدت، بل أشعر بأني أبتعد، ولا أرى من نفسي إلا شخصًا خسر الدنيا، وسيخسر الآخرة، فماذا أقول؟ وماذا أفعل؟ أنا تائه وضائع جدًّا. أرشدوني -جزاكم الله خيرًا-.