السؤال
أجريت عملية دوالي على الخصية أمس، واحتلمت اليوم. وأكد عليَّ الدكتور أكثر من مرة أنه لا ينبغي أن يمس اللزقَ أيُّ ماء، ولكن لا بأس بباقي الجسم.
والسؤال هنا: هل أتيمم؟ مع العلم أنه من الشاق جدا الاغتسال بالنسبة للحركة؛ لأن العملية جديدة، ولا أدري كيف أغسل باقي الجسم بالماء دون مكان الجرح.
وأيضا أرتدي حزاما حاملا للخصية، ولا أدري إن كان أصابه شيء أم لا، وفي الغالب أنه أصابه شيء -والله أعلم-. ويصعب جدا خلعه، وشراء آخر، وارتداؤه، أو حتى خلعه، وغسله، وارتداؤه.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لك الشفاء العاجل، ولا يلزمك خلع الحزام لمجرد أنه أصابه المني؛ لأن المني طاهر على القول الراجح عند الشافعية، والحنابلة، وهو القول المفتى به عندنا، كما سبق بيانه في الفتوى: 63403.
وأما الغسل فما دام أن الطبيب قد منعك من غسل محل العملية، وأذن لك في غسل بقية البدن، فإنك تتيمم عن محل العملية، وتغسل بقية البدن، وقد بينا في الفتوى: 115376، والفتوى: 213586. أن من كان به جرح تيمم عن الجرح، وغسل بقية البدن.
وأما كيف تغسل بقية البدن دون أن يصل الماء إلى محل الجرح: فهذا يكون بتغطية محل الجرح بإحكام، وإن تعذر هذا، وعلمت، أو غلب على ظنك أنه لا بد أن يصل الماء إلى محل الجرح، فاغسل أسفل البدن، ما تحت محل العملية من الفخذين إلى أسفل القدمين؛ لأن غسله لا يؤدي إلى وصول الماء إلى ما أعلاه، وتيمم عن محل العملية، وما فوقه من البدن، واغسل رأسك، إذ يمكنك أن تميل برأسك عند غسله بحيث لا يتساقط شيء من الماء على أعلى البدن.
والمهم أن تعمل ما بوسعك لغسل ما يمكن غسله، ويسقط عنك ما سواه، وتيمم عنه.
وأما ما ذكرته من صعوبة الحركة لكون العملية حديثة، فإنك لم تذكر أن الطبيب منعك، أو حذرك من الحركة، ونخشى أن يكون هذا الخوف لا مبرر له في الواقع، ولكن لو فرض أن للخوف مبررا، أو أن الطبيب حذرك من الحركة، فأنت عاجز عن استعمال الماء، ويسقط عنك الغسل كله، ويجوز لك العدول عن الغسل إلى التيمم. وراجع الفتوى : 132427.
والله أعلم.