السؤال
بدأت الشهوة من صغري، وكبرت معي، وأثرت على حياتي، وفعلت أخطاء كثيرة. ثم أراد الله -عز وجل- أن يفضح أمري بين الناس، فأصبحت غير قادر على الخروج، وعندما أخرج أرى نظرات الناس تكاد تقتلني. ومنهم من يسمعني الكلام.
لا أذهب إلى صلاة الجماعة، ندمت على ما فعلت، وعزمت على عدم العودة، ولكن أخاف أن يغلب على التوبة الخوف من الفضيحة أكثر من أن تكون لوجه الله -عز وجل-. ماذا أفعل؟ بارك الله فيكم.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فاعلم أولا أن الأدلة قد بينت أن العصمة من الذنوب ليست لأحد من البشر -حاشا الأنبياء-، فليس من الغريب أن يغفل المسلم، ويقع في الذنوب، ولكن الخطأ أن لا يقبل على التوبة.
روى مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون، فيستغفرون الله فيغفر لهم.
وروى الترمذي وابن ماجه عن أنس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون.
والتوبة لها شروطها التي إذا تحققت فيها كانت توبة صحيحة، ومن هذه الشروط الإخلاص، فهو شرط فيها كغيرها من الأعمال الصالحة.
فأقدم على التوبة، متحريا هذه الشروط، فإذا تم ذلك، ووجدت في نفسك شيئا من الهواجس، بأنك تبت خوف الفضيحة، فاعمل على مدافعتها، فإنها لا تضرك. ولا تعود على ذلك الأصل بالإبطال، وهو أنك تبت توبة خالصة لله.
ولا نرى لك البقاء في حال انطواء عن الخروج للناس، فهذا يعقد عليك الأمر، بل استعن بالله، واخرج إليهم، وصل مع الجماعة، وكن قويا وسل ربك العافية، وأكثر من ذكره سبحانه، وقول: حسبي الله ونعم الوكيل؛ فللذكر أثر عظيم في قوة القلب.
وتجد في فتوانا: 206500، بعض التوجيهات النافعة. وكذلك الاستشارة: 2290210على هذا الرابط في موقعنا:
https://islamweb.net/ar/consult/2290210
والله أعلم.