السؤال
أدرس في بلد أجنبي، وعندما أذهب إلى المسجد لأصلي الجماعة أكتشف اختلافًا في الصلاة، فهل آثم؟ فقراءتهم للقرآن سريعة جدًّا، ويقرؤون آيات معدودة، وفي كل ركعة من التراويح يقرؤون آيتين أو ثلاثة، ويسلمون مع الإمام، ويقرؤون في الفرائض أيضًا آيتين أو ثلاث آيات؛ لأن القرآن ثقيل على لسانهم جدًّا، لأنهم ليسوا عربًا، وأنا أتضايق؛ لأنه لا خشوع في الصلاة، ولا أستطيع أن أنصحهم؛ لأنهم عصبيون، فإذا صليت الفرائض والتراويح في المنزل، فهل آثم، أم يجب أن أذهب، وليس عليّ شيء؟ بارك الله فيكم، ورعاكم.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالأصل أن الفريضة والتراويح تصلَّى جماعة في المسجد، لا في البيت، وقد ذكرنا أفضلية صلاة التراويح في المسجد على صلاتها في البيت في فتاوى سابقة، كالفتوى: 55885.
لكن إذا كانت سرعتهم في الصلاة، أو في القراءة تخلّ بالطمأنينة، أو بالخشوع؛ فصلِّها في مسجد آخر -إن تيسر-.
وإن لم يتيسر، فصلِّها في البيت، واحرص على أن تصليها في البيت جماعة -إن تيسر-؛ فتحصيل فضيلة الخشوع تقدَّم على تحصيل فضيلة الجماعة من غير خشوع؛ إذ الخشوع لبّ الصلاة وروحها، بل لا تصحّ الصلاة بدونه عند بعض الفقهاء، بينما جماعة المسجد ليست واجبة في قول الجمهور.
وحتى على القول بوجوبها؛ فإنها ليست شرطًا في صحة الصلاة، ثم إذا انضم إلى الخشوع طولُ الصلاة؛ فهذه فضيلة في ذاتها؛ لحديث: أَفْضَلُ الصَّلَاةِ طُولُ الْقُنُوتِ. رواه مسلم.
فتحصيل فضيلتين -هما: الخشوع، وطول الصلاة- تتعلقان بذات الصلاة، أفضل من تحصيل فضيلة واحدة -وهي: جماعة المسجد-، وإن كانت تتعلق بذات الصلاة، وانظر الفتوى: 398722.
والله أعلم.