السؤال
ارتكبت ذنبا عظيما يثقل صدري، وعندما أتذكره يقشعر بدني.
عندما كنت صغيرة ضربني أبي بسبب دخان ناتج عن تحضير الطعام، فأسقطني أرضا، وبدأ بضربي. فرفعت رجلي وضربته؛ لأنه آلمني.
أدعو الله أن يغفر لي، ولا يؤاخذني على عقوقي له.
هل سوف يسامحني الله على هذا الفعل الشنيع؟
أنا أحب أبي رغم قساوته في التعامل معي، وأريد أن يغفر الله لي.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كنت حين وقع منك هذا الفعل دون سن البلوغ، فلا إثم عليك في ذلك، لانتفاء التكليف؛ لما رواه أبو داود عن علي -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل.
وإن وقع منك بعد البلوغ وأنت تدركين ما تفعلين، فتأثمين بذلك، وهو نوع من العقوق.
وإذا تبت منه توبة نصوحا، فإن التوبة تهدم ما كان قبلها، ولمعرفة شروط التوبة، راجعي الفتوى: 29785.
وعليك بالإكثار من الحسنات، والحرص على البر بأبيك، والدعاء له بخير، فالبر به مطلوب شرعا مهما أساء.
وانظري لمزيد الفائدة، الفتوى: 435385.
والله أعلم.