السؤال
كنت قد قرأت في موقعكم أنه لكي يغفر الله الذنوب الجارية، يجب على المرء التوبة.
سؤالي: هل يجب علي التوبة من الدلالة على المعصية، أم تجب علي التوبة من فعل تلك المعصية، لكي يغفر لي تلك الذنوب الجارية؟
فقد اكتشفت بالأمس أنني دللت شخصاً على قناة في اليوتيوب تنشر ردات فعل عن الأغاني، وقد تحتوي على فيديو كليبات خارجة أحياناً. واكتشفت أنه قد دل غيره عليها، فأصابني الأمر بالخوف. علما أنني في تلك الفترة لو أني دللت أحداً على معصية، فقد كنت أقول له: هذا الشيء يحتوي على حرام، وأنا قد نبهتك وبرأت نفسي، ظناً مني أن ذلك يرفع الإثم عني، ولكنني الآن توقفت وبشكل كامل عن الدلالة على المعاصي.
وحاولت نصحهم، ولكنهم أخذوا الأمر بالمزاح.
وسؤال آخر: أحيانا أقوم بالتعليق على مقطع فيديو، أو صورة تحتوي على امرأة غير محجبة، وقد يظهر هذا التعليق للأصدقاء في صفحتي فيرون الصورة. وهذا الشيء على حسب علمي لا يمكن إيقافه في الفيسبوك.
فهل ذنب نظرهم علي، أم على من نشر الصورة؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالدلالة على المعصية معصية في ذاتها، فيجب على من فعل شيئا من ذلك أن يتوب إلى الله تعالى، كما يجب على من باشر فعل المعصية التوبة منها؛ فالدال على الشر كفاعله، كما أن الدال على الخير كفاعله.
جاء عن القرطبي في تفسير الآية: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة:2}، قوله: أمر لجميع الخلق بالتعاون على البر والتقوى، أي: ليعن بعضكم بعضًا، وتحاثوا على ما أمر الله تعالى، واعملوا به، وانتهوا عما نهى الله عنه، وامتنعوا منه. وهذا موافق لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الدال على الخير كفاعله ـ وقد قيل: الدال على الشر كصانعه. اهـ.
وإذا قمت بالتعليق على صورة امرأة متبرجة، أو مقطع فيديو مشتمل على محرم، وكان الداعي لذلك مصلحة راجحة، فلا حرج عليك في ذلك، ولا يضرك كونها ستظهر في صفحتك، ولا تأثم إذا اطلع عليها أحد الداخلين على هذه الصفحة؛ إذ لم تكن منك إعانة له مقصودة، والواجب عليه أن يجتنب ما حرم الله عز وجل.
وراجع لمزيد الفائدة، الفتوى: 258883، والفتوى: 321739.
والله أعلم.