السؤال
أسأل الله العلي القدير أن يجزيكم خيراً على هذه الفتاوى، وأسألكم صالح الدعاء، وأن يجمعنا الله في الفردوس، سؤالي هو: أن الفراش الذي تستخدمه أعلم أن فيه مذيا ولكن لا أجد مكانه محدداً لأغسله، وفي مرة من المرات كنت أمسك بالمصحف فتحرك زوجي فوقع الفراش على المصحف وقبل أن يقع خفت من أن أرفع المصحف حتى لا يقول زوجي أني موسوسة، علما بأن زوجي أحسبه على خير ويعاملني على أحسن ما يكون، لكن لأني مصابة بالوسوسة فأنا دائماً أحاول ألا أظهر ذلك، علماً بأن الفراش كان يابساً فيه أثر المذي، هل أعتبر آثمة بذلك، وهل وضع المصحف على ذلك الفراش حرام وما مدى حرمة ذلك، وهل يعتبر كفرا؟ وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه يحسن تنبيهك على ما يلي:
أولاً: أن الفراش إذا كنت على يقين من كونه قد أصابته نجاسة فإنه يعتبر نجسا ولا يطهر إلا بغسله كله، وراجعي الفتوى رقم: 40939.
ثانياً: إن كنت متحققة من كون الفراش المذكور سيقع على المصحف ولم تقومي برفعه فقد وقعت في معصية، وعليك المبادرة بالاستغفار، والتوبة إلى الله تعالى، وليس من العذر كون الزوج المذكور سيتهمك بالوسوسة، فالواجب تقديم مرضاة الله تعالى على رضا المخلوق.
ثالثاً: لا يجوز وضع المصحف على ذلك الفراش المتنجس، لأن الواجب تعظيم كتاب الله تعالى ووضعه في مكان لائق، وللمزيد عن هذا الموضوع راجعي الفتوى رقم: 28866.
رابعاً: وضع المصحف على الفراش المذكور ليس بردة ما لم يكن قد وضع بدافع احتقار المصحف والاستهانة به، وفيما يتعلق بالوسواس يرجى الرجوع إلى الفتوى رقم: 2783.
والله أعلم.