السؤال
أعذروني على هذا السؤال، علما بأني مصاب بمرض الوسواس القهري، وسؤالي هو: دخلت الحمام لأتبول دون أن أنتبه إلى وجود بعض البول والماء على المقعد من شخص قبلي، وبعد الانتهاء ولبسي للبنطال الجينز لاحظت بعض البلل من المقعد وذهبت أجلس في السيارة وبعض الأماكن الأخرى، والسؤال هو: ما حكم هذا البلل وما حكم العرق من هذا البلل، هل أغسل الأماكن التي جلست بها، أفيدوني؟ جزاكم الله خيراً، مع الاعتبار الأمر عاجلاً...
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنك لو استرسلت مع الوسواس وطاوعته وألزمت نفسك بتصديق كل ما يخيل لك فستقع في عنت شديد، فيحصل الغرض للشيطان الذي له الدور الأكبر في ما أصابك من وسوسة وعليك أن تلتجئ إلى الله تعالى وتلهج بالدعاء والذكر ليرفع عنك الضرر ويكشف عنك البلاء، ثم عليك أن ترش المحل الذي يعرض لك فيه الوسواس بالماء، وتقنع نفسك بأن ما تجده من بلل هو من أثر الماء لا من البول، إذ يمكن أن يكون البلل من أثر الماء الذي كنت تستنجي به، وإذا شككت هل أصابتك نجاسة أم لا؟ فاعلم أن الأصل الطهارة، ولا تلتفت إلى الوسواس، لكن إن تيقنت أن البول أصاب مكانا ما من ثيابك فعليك أن تغسله وتغسل الأماكن التي أصابها الثوب المبتل من النجاسة، كما أن المكان النجس إذا عرق عليه الشخص تنجس من ثيابه ما يلاقي المكان، وقد ذكر الفقهاء أن النجس إذا عرف مكانه غسل وحده، فإن خفي مكانه وجب غسل سائر الثوب أو الفراش المصاب، لأنه لا سبيل إلى العلم بتيقن الطهارة إلا بغسل جميعه، فهو من باب ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
والله أعلم.