السؤال
أنا وأمي مشتركتان بفضل الله، في دورات تجويد وإتقان قراءة القرآن اونلاين. وتعقد الدورة امتحانات بعد كل مستوى للتأهل؛ لنكون معلمات. وتشترط عدم الاطلاع على أي مصادر، أو فتح كتب أثناء الامتحان. وتكتب ذلك في بداية الامتحان، ويكون اونلاين أيضا.
أمي تريد أن نتشارك مع بعض في حل الامتحان حتى نتأهل في الدورة، وأنا أرفض ذلك بشدة؛ لأنه غش. وأمي تغضب مني كثيرا، وتعتبرني عاقة، وأريد مصلحة نفسي فقط. وأنا أغضب من ظنها بي.
أنا أجتهد في توصيل المعلومة لها قبل الامتحان، وأقول لها إن النية مهمة في طلب العلم، والدرجات لا تهم، المهم أن الله مطلع على ما بذلته من مجهود، لكنه ذلك لا يكفيها، وتريد أن نحل الامتحان مع بعضنا.
فماذا أفعل؟ وهل أساعدها في حله، عملا بمقولة: أخف الضررين، حتى لا تغضب علي، أو أرفض ذلك؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الاختبارات لها مقاصد متعددة، ومن أهمها حث الطالب على القراءة والاجتهاد والتحصيل، وكذلك التقييم، وتحديد مستوى الطلاب والفروق بينهم.
ومعلوم أنه يمنع فيها أن يستعين طالب بآخر؛ لأن هذا من الغش، وقد ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من غشنا فليس منا.
فإذا انضم إلى ذلك اشتراط الجهة المنظمة للدورة عدم الغش، تأكد المنع من ذلك؛ لوجوب الوفاء بمثل هذا الشرط.
ففي سنن الترمذي عن عمرو بن عوف المزني -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المسلمون على شروطهم.
فلا يجوز لك طاعة أمك فيما تطلب منك من مساعدتها في حل الاختبار، بل اعتذري لها بأدب، واعملي على مداراتها، واعرضي عليها مساعدتها في المذاكرة والاستعداد للاختبار.
ثبت في الصحيحين عن علي -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا طاعة في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف.
وقاعدة أخف الضررين لا محل لها هنا، فغضب أمك على شيء فيه معصية لله، لا اعتبار له هنا، ثم إن هذا الغضب يمكن الاجتهاد في تفاديه بما أشرنا إليه سابقا من المداراة ونحوها.
والله أعلم.