السؤال
أنا طالبة في المرحلة الثانوية، آخذ دورات دراسية، وموعد الدرس يبدأ قبل أذان المغرب، وينتهي بعد أذان العشاء، فتفوتني صلاة المغرب.
طلبت من الأستاذ تأخير الموعد إلى صلاة المغرب، ولكنه رفض، وأخبرني أن عليَّ أن أصليه قضاء.
فهل يجوز لي قضاء المغرب، وجمعه مع العشاء؟
وهل سيبارك الله لي في طلبي للعلم، وأنا أخرج الصلاة عن وقتها بسببه؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن مما يؤسف له ما آل إليه أمر كثير من المسلمين من التهاون بشأن الصلاة، التي هي عمود هذا الدين. والآيات والأحاديث الدالة على فضيلة الصلاة، وعِظَم شأنها، وعاقبة تضييعها، والتفريط فيها، كثيرة جدًّا.
ومن مظاهر هذا التهاون ما يفعله هذا المدرس من تضييع وقت صلاة المغرب، فإلى الله المُشتكى، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ونسأل الله أن يهدي ضال المسلمين، وأن يبصرهم بما فيه رشدهم.
فلا يجوز لك تأخير صلاة المغرب عن وقتها، لتصليها مع العشاء إلا لعذر يبيح لك الجمع بين الصلاتين. وقد بينا الأعذار المبيحة للجمع، في الفتوى: 6846
وبينا أن الجمع بين الصلاتين من غير عذر من الكبائر، وانظري في ذلك الفتوى: 53951.
وما ذكرته من أن موعد الدرس يبدأ من قبل أذان المغرب، وينتهي بعد أذان العشاء، مما لا يعد عذرًا مبيحًا للجمع. بل الواجب عليك أن تصلي المغرب في وقتها، ولو فاتك شيء من الدرس، فإن المحافظة على الصلاة في وقتها من أكبر أسباب التوفيق في الدراسة، فإن الله يعين من أطاعه، ويوفقه للفهم وجودة التحصيل.
ونقول للمعلم: اتق الله، وحافظ على صلاتك، ولا تكن سببًا في إضاعة صلاة غيرك، واحذر أن تقول على الله ما لا تعلم.
وللفائدة، يرجى مراجعة الفتاوى: 193089، 134037، 336898.
والله أعلم.