السؤال
أنا فتاة أعاني من مشاكل في بشرة وجهي: من حبوب وآثارها، وكلما حاولت أن أشتري منتجات عناية... أو الذهاب إلى الطبيب، فإن أمي ترفض ذلك وتحلف، بسبب أنها تدمر البشرة، وأنا أخاف أن أكون عاقة لها؟ فهل يجوز أن أخفي ذهابي إلى الطبيب، وشراء منتجات عناية....؟ وهل أكون عاقة بذلك؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن طاعة الوالدين تكون واجبة فيما ينتفع به الوالدان، ولا يضر الولد، كما يجب ترك ما يضرهما، وأما ما ينفع الولد ولا يضر الوالد: فلا تمنع مخالفته إذا نهى عنه الوالد، فقد قال شيخ الإسلام -رحمه الله: ويلزم الإنسان طاعة والديه في غير المعصية... وهذا فيما فيه منفعة لهما ولا ضرر، فإن شق عليه ولم يضره وجب، وإلا فلا. انتهى
وقال القرافي -رحمه الله- في الفروق: وَإِنْ كَانَ الْمَقْصُودُ مِنْهُ -السفر- دَفْعَ حَاجَاتِ نَفْسِهِ، أَوْ أَهْلِهِ، بِحَيْثُ لَوْ تَرَكَهُ تَأَذَّى بِتَرْكِهِ كَانَ لَهُ مُخَالَفَتُهُمَا لِقَوْلِهِ - عَلَيْهِ السَّلَامُ: لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ ـ وَكَمَا نَمْنَعُهُ مِنْ إذَايَتِهِمَا نَمْنَعُهُمَا مِنْ إَذايَتِهِ. انتهى.
وعليه؛ فإن كان ذهابك إلى الطبيبة، أو استعمالك أدوية البشرة؛ لا يضرّ بشرتك، ولكن ينفع في علاجها؛ فلا تلزمك طاعة الأم في ترك الذهاب للطبيبة، أو استعمال أدوية البشرة؛ لكن عليك برّ أمّك، والإحسان إليها، والحذر من مغاضبتها ما استطعت؛ فينبغي أن تجتهدي في إقناعها، وتستعيني بمن يكلمها في ذلك، ممن له وجاهة عندها، وتقبل قوله؛ حتى ترضى، فإن لم ينفع ذلك؛ فينبغي أن تستعملي الحكمة والمداراة، فتخفي عنها ما أمكنك إخفاؤه من ذهابك للطبيبة، أو استعمال الأدوية.
والله أعلم.