السؤال
سمعت مرة من معلم لي أنني إذا قلت أستغفر الله العظيم مثلا مائة مرة فهي عند الله تحسب مائة مرة، فما أصل هذا؟ وهل هو صحيح؟
سمعت مرة من معلم لي أنني إذا قلت أستغفر الله العظيم مثلا مائة مرة فهي عند الله تحسب مائة مرة، فما أصل هذا؟ وهل هو صحيح؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ما سمعتِه عن ثواب الاستغفار المذكور إذا كان مقصود صاحبه أن الاستغفار، أو غيره من الأقوال، أو الأفعال التي يتقرب بها إلى الله تعالى، وتستجلب بها الحسنات لا تضاعف، فهو غير صحيح، بل إن ثواب الطاعة، ومن بينها الاستغفار يضاعف عشر مرات، بل إن التضعيف قد يزيد على سبعمائة، أو أكثر من ذلك، إلى ما شاء الله، فقد جاء في الحديث القدسي الذي رواه الإمام مسلم، وغيره: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله عز وجل: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها، أو أزيد. اهـ.
قال النووي في شرحه على صحيح مسلم: قوله تعالى: فله عشر أمثالها، أو أزيد ـ معناه: أن التضعيف بعشرة أمثالها لا بُدّ بفضل الله ورحمته، ووعده الذي لا يخلف، والزيادة بعدُ بكثرة التضعيف إلى سبعمائة ضعف، وإلى أضعاف كثيرة يحصل لبعض الناس دون بعض، على حسب مشيئته سبحانه وتعالى. اهـ
وقال العراقي في طرح التثريب: وفي الصحيحين عن ابن عباس -رضي الله عنهما- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى قال: إن الله كتب الحسنات والسيئات، ثم بيّن ذلك، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عز وجل عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات، إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة ـ وهو صريح في أن التضعيف لا يقف على سبعمائة، بل قد يزيد عليها، لمن أراد الله تعالى زيادته له، وهو أحد القولين في قوله تعالى: والله يضاعف لمن يشاء {البقرة: 261} بهذا التضعيف، والأول أصح، وقال النووي: المذهب الصحيح المختار عند العلماء أن التضعيف لا يقف على سبعمائة، وحكى أبو الحسن الماوردي عن بعض العلماء أن التضعيف لا يجاوز سبعمائة، قال النووي، وهو غلط لهذا الحديث، انتهى، وقد ورد التضعيف بأكثر من سبعمائة في عدة أحاديث. انتهى.
وللفائدة تراجع الفتوى: 321112.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني