السؤال
ما صحة حديث ورد في مسند الإمام أحمد عن بهيسة أنها قالت: استأذنَ أبي النَّبيَّ -صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ-، فدخلَ بينَهُ وبينَ قميصِهِ، فجعلَ يقبِّلُ ويلتزِمُ، ثمَّ قالَ: يا نبيَّ اللَّهِ، ما الشَّيءُ الَّذي لا يحلُّ منعُهُ؟ قالَ: الماءُ، قالَ: يا نبيَّ اللَّهِ، ما الشَّيءُ الَّذي لا يحلُّ منعُهُ؟ قالَ: المِلحُ، قالَ: يا نبيَّ اللَّهِ، ما الشَّيءُ الَّذي لا يحلُّ منعُهُ؟ قالَ: إن تفعلَ الخيرَ خيرٌ لَك؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فهذا الحديث أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي، وهو حديث ضعيف، أعلَّه من العلماء عبد الحق الإشبيلي وابن القطان، وبيَّن الشيخ شعيب الأرنؤوط في تحقيقه لسنن أبي داود وجوه ضعفه فقال: إسناده ضعيف، مسلسل بالمجاهيل. سيّار بن منظور لم يرو عنه غير كهمس بن الحسن، ووثقه العجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وقال عبد الحق الإشبيلي فيما نقله عنه الحافظ في "تهذيبه": مجهول. وأبوه منظور -ابن سيار الفزاري- لم يروِ عنه غيرُ ابنه سيار، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان.
وقال الذهبي في "الميزان" 4/ 190: لا يُعرف. وبهيسة الفزارية، قال الذهبي: تفرد عنها أبو سيار بن منظور الفزاري، وقال الحافظ في "التقريب": لا تُعرف، ويقال: إن لها صحبة.
وذكر في "الإصابة" أنه ليس في حديثها ما يدل على صحبتها، لأن سياق ابن منده: أن أباها استأذن، وسياق أبي داود والنسائي: عن أبيها أنه استاذن، قال: وهو المعتمد.
قلنا: وقد وقع اضطراب في إسناد هذا الحديث أيضاً، فبعض الرواة يذكر والد سيار بن منظور، وبعضهم لا يذكره. انتهى كلام الشيخ شعيب.
والله أعلم.