السؤال
من أين أتى الشر؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن جميع الأحداث الحاصلة في الكون حصلت بقضاء الله وقدره، قال الله تعالى: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (القمر:49)، وقال تعالى: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ (التغابن: من الآية11)، وفي الحديث: وتؤمن بالقدر خيره وشره. رواه مسلم. وفي الحديث: كل شيء بقدر حتى العجز والكيس. رواه مسلم.
واعلم أن الشيخ ابن العثيمين في شرح الواسطية قد ذكر كلاماً نفيساً في مسألة الشر المقدر ملخصه: أن أفعال الله تعالى كلها خير، كما يدل الحديث: والخير كله بيديك، والشر ليس إليك. رواه مسلم.
ولكن المقدور قد يكون شراً بالنسبة للعبد في حال ما لأنه غير ملائم له كالمرض، وقلة ذات اليد، وإقامة الحدود، ولكن قد يكون فيه خير للعبد يخفى عليه فقد يكون فيه تكفير سيئاته، ورفع درجاته كما في الحديث: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه. رواه البخاري.
وفي الحديث الآخر: عجباً للمؤمن إن أمره كله له خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له. رواه مسلم.
وقد يحصل بالبلاء تذكير للعباد حتى يتوبوا إلى الله كما قال تعالى: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (الروم:41)، ويحصل بإقامة الحدود على العباد تكفير ذنوبهم، كما في الحديث: فمن أصاب من ذلك شيئاً فعوقب في الدنيا فهو كفارة له.
وراجع الفتوى رقم: 2855.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني