السؤال
لي جيران نصارى، بيتهم مقابل بيتي يشغلون الموسيقى، والأغاني بصوت مرتفع يضرني، وأهلي، ونحن ملتزمون -بفضل الله- ونعاملهم جيدا،
ولكنهم لا يستجيبون للنصح كثيرا، قد يخفضون الصوت وقت طلبي منهم أن يخفضوه، ثم يرفعونه بعدها،
ولكن سؤالي، هل يجوز أن أرفع صوت القرآن لدرجة أن يغطي على صوت أغانيهم، أم لا يجوز؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن الواجب على المسلم تعظيم كلام الله، وصيانته عن الامتهان، والابتذال، فلا يسوغ رفع صوت تسجيل القرآن العظيم بحيث يتداخل صوت التلاوة مع صوت الأغاني؛ لما في ذلك من الامتهان للقرآن الكريم.
جاء في مطالب أولي النهى للرحيباني: (وكرهها)، أي: القراءة (ابن عقيل بأسواق ينادى فيها ببيع، وحرم رفع صوت) القارئ (بها)، أي: بالقراءة بأسواق (مع اشتغالهم)، أي أهل الأسواق (بتجارة، وعدم استماعهم له)، قال في الفنون، قال حنبل: كثير من أقوال، وأفعال يخرج مخرج الطاعة عند العامة، وهي مأثم عند العلماء، مثل القراءة في الأسواق، يصيح فيها أهل السوق بالنداء، والبيع، ولا أهل السوق يمكنهم الاستماع، وذلك (لما فيه من الامتهان)، وقال في شرح المنتهى: لا يجوز رفع الصوت بالقرآن في الأسواق مع اشتغال أهلها بتجارتهم، وعدم استماعهم له؛ لما فيه من الامتهان .اهـ.
فلا تجعل صوت تسجيل القرآن العظيم وسيلة لمناكفة جارك، والتغطية على صوت الأغاني الصادرة منه، فالقرآن أجل، وأشرف من أن يتخذ لمثل هذا الغرض.
وانظر الفتوى: 312874
والله أعلم.