السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم,
أنا والحمد لله رب العالمين ملتزم منذ 3 سنوات , فأصلي جميع الصلوات في المسجد مع الجماعة والحمد لله , أقوم الليل بعض الأحيان , أقرأ العديد العديد من كتب الفقه والعقيدة والرقائق لأهل السلف الثقات , لا أسمع الأغاني أو أي شيء من المحرمات , بدلت أصدقائي القدامى بأصحاب ملتزمين من أهل المسجد , ملتزم بأذكار الصباح والمساء وأبتعد عن مواطن الفساد قدر الإمكان ,أختم القرآن كل شهرين مرة مع حفظي له وقرأت تفسيره , مطلق اللحية ..... ولكن للأسف أقول لكم لم أشعر بلذة الإيمان التي أسمعها من الملتزمين بالإضافة إلى العصبية الغريبة التي تبدر مني دائماً وكأني أشعر بضيق الصدر دائما فهل ينطبق عليّّ قوله تعالى " ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ...." فأرجو المساعدة لأجد الحلول , شعوري بالتقصير الدائم وبعض الأحيان أقول بنفسي لو لم التزم وأفعل ما يفعل الأصدقاء القدامى من سماع أغاني وسهر؟ لا أعرف ماذا يحصل معي صدقاً وأقول لو يعلم أصحابي الملتزمون بحقيقتي لابتعدوا عني بدل احترامهم لي أتمنى أن أعمل بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم الإيمان : صبر و سماحة" أو كما قال وكذلك وصيته للصحابي : لا تغضب 3 مرات. ولكن لا أستطيع حتى أهل بيتي يلاحظون أن عصبيتي زادت بعد التزامي , والعكس هو المفروض أن يحصل؟؟ وهل يجوز ضرب الزوجة إذا شتمت زوجها؟؟؟؟ آسف للإطالة
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فننصح السائل الكريم بكثرة ذكر الله تعالى والالتجاء إليه بالدعاء، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الدعاء بثبات القلب على دين الله تعالى، فقد سئلت أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها: ما كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان عندك؟ قالت: كان أكثر دعائه يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، قالت: فقلت: يا رسول الله، ما أكثر دعائك يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك! قال: يا أم سلمة إنه ليس آدمي إلا وقلبه بين أصبعين من أصابع الرحمن، فمن شاء أقام ومن شاء أزاغ، فتلا معاذ (أحد رواة الحديث) "ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا" رواه الترمذي وأحمد.
فبذكر الله تعالى والأنس به وكثرة دعائه يطمئن قلبك ويزداد إيمانك وتجد لذة العبادة، كما ننصحك بصحبة الصالحين والبعد عن كل ما يثير غضبك من الكلام والمواقف والمجالس والأشخاص.. وإذا حدث أن غضبت فلتمسك عليك لسانك ولتغير حالتك التي كنت عليها، وإن استطعت أن تتوضأ فذلك أفضل.
ولتعلم أخانا الكريم أن البر حسن الخلق، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن خياركم أحاسنكم أخلاقا. رواه البخاري ومسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي.
فالذي يضرب أهله ويؤذيهم ويظلمهم ليس من خيار هذه الأمة، ولا يجوز ضرب الزوجة إلا بشروط أشار إليها الله في قوله تعالى: [وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً ] (النساء: 34).
ولتفاصيل ذلك نرجو أن تطلع على الفتوى رقم: 69 والفتوى رقم: 6897.
والله أعلم.